أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ النِّكاص بمعنى النكوص:
جاء في كتاب الردّة للواقدي (ص 205 بتحقيق يحيى الجبوري) قول الشاعر:
لا تَجْزَعُوا قَوْمِي مِنَ القِصَاصِ
ولا تَقَرُّوا الدَّهْرَ بالنِّكاصِ
قال محقق الكتاب د. يحيى الجبوري في الحاشية: «النكاص: أراد بها النكوص، وهو الإحجام والتكأكؤ والرجوع عمَّا كان عليه من خير، ولم أجد لفظ (النِّكاص) في المعاجم». قلت: فتشتُ عنه في المعاجم، فلم أقف عليه، فليستدرك.
2/ تحرّف بمعنى احترف:
قال الشافعي في الرسالة ص 520 : «وكسبُ الغلام ليس منه إنما هو شيء تحرف فيه فاكتسبه»، وعلّق عليه محققه أحمد شاكر بقوله: «تحرف، بمعنى احترف استعمال طريف، لم أجده في شيء من معاجم اللغة، وكذلك مصدره التحرّف ... وإنما المذكور في المعاجم حرف لأهله واحترف: كسب وطلب واحتال ... فيستفاد من استعمال الشافعي فائدة زائدة، أن تحرف تحرفاً يأتي في معنى الاكتساب، وكم للشافعي من فوائد نوادر».
3/ أدرأ بمعنى درأ:
جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل: «1183 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن: أن عمر بن الخطاب أراد أن يرجم مجنونة، فقال له عليّ، ما لك ذلك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الطفل حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يبرأ أو يعقل، فأَدرأ عنها عمر». أي أدرأ عنها الحد.
قلت: أدرأ ثلاثي مزيد بالهمزة، على وزن أفعل، قال أحمد شاكر في تعليقه في الحاشية: «درأ الحد: دفعه، ثلاثي، ولكنه جاء هنا «أدرأ» رباعيًّا، ولم أجده في المعاجم، و»فعل وأفعل» على اتفاق المعنى باب واسع». قلت: هذا جدير بأن يُستدرك.
4/ يباس بمعنى يابس:
قال ابن حبيب في كتاب أسماء المغتالين: «وكانت له مشربة فيها كوة تشرف على حرسه، فإذا أتاه الغلام ينكحه قطعت مشافر ناقته وذنبها، ثم يطلع لخنيعة من الكوة وفي فيه مسواكه فهي علامة نكاحه إياه، فإذا نزل الغلام صاحوا به: أرطب أم يباس». قلت: يباس بمعنى يابس لم ترد في المعاجم، وهي عربية صحيحة لم تزل باقية في لهجات بعض المنبعيين، وسمعتها من والدي -رحمه الله- ومن غيره، ولو لم تكن في لهجاتنا لقلت إن ما في كتاب ابن حبيب تحريف من الناسخ، ومع ذلك لا أستبعد احتمال التحريف.