رمضان جريدي العنزي
قال الشاعر:
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبًهُمُ
فطالما استعبدً الانسانً إحسانُ
إن وجه المحسن أجمل الوجوه، ووجه المسيء أقبحها، والفارق عظيم بين المُحسن والمسيء، فالمحسن له منزلة مرموقة وعالية بين الناس، والمسيء له منزلة متدنية بينهم، والبون شاسع بين الوجه المستبشر الضحوك، والوجه العبوس المكفهر، واليد العليا، خير من اليد السفلى. والفاعل خير من المنظر، والإحسان ليس في المال فحسب، بل في كل شيء في القول والفعل والعمل والعطاء واللسان والبشاشة والإبتسامة والشفاعة والسعي بين الناس بالصلح والمعروف والأخاء والتكافل والتراحم ومقاربة وجهات النظر وقضاء الحوائج وفك المعسرات وجبر الخواطروجعل روح المحبة والألفة والمودة تسود والعفو وتأليف القلوب وتقريب وجهات النظر، والدعوة للحلم والصفح والصبر والتحمل، والإحسان خلق إسلامي عظيم وسلوك قويم وعمل جليل، والإساء خلق شيطاني رجيم وآفة ومرض وأعظم جرماً، والإحسان والإساء صفتان متنافرتان ومتضادتان ولكل خصائصها وصفاتها، والخلاصة أن المحسن في سرور وحبور وفرح دائم، والمسيء في هم وغم دائم، وشقاوة لا تنقطع، فالبدار البدار أيها الإنسان إلى الكف عن الإساءة، ولزوم سبيل المحسنين.
قال أبو الطيب المتنبي:
فأحسنُ وجهٍ في الوَرى وجهُ مُحسِنٍ
وأيْمَنُ كفٍّ فيهِمُ كفُّ مُنعِمِ
وأشرَفُهُم مَن كان أًشرَفَ همّةً
وأكبرَ إقدامًا على كلِّ مُعْظَمِ.