سليمان الجعيلان
هل شاهدتم تكتلاً ضد نادي الاتحاد عندما كان الاتحاد من أوائل الأندية التي استفادت من مشروع استقطاب اللاعبين العالميين، أو بعدما تم دعم صفقاته وتقوية صفوفه بـ(5) لاعبين قبل بداية هذا الموسم؟! بالطبع لا، لسبب واحد لأنه ليس الهلال! وهل رأيتم تحريضاً ضد نادي الأهلي عندما تعاقد مع (6) لاعبين أجانب بدعم من لجنة استقطاب اللاعبين، وهو الذي كان صاعداً للتو من دوري يلو بينما بقية أندية الصندوق وقعوا مع (5) لاعبين أجانب فقط، أو بعدما تم السماح له بتسجيل (12) لاعباً أجنبياً شاركوا معه في بطولة النخبة الآسيوية؟! بالتأكيد لا، لسبب واحد لأنه ليس الهلال! وهل سمعتم تأليباً ضد نادي النصر عندما كان يوقِّع الصفقات ويمضي المخالصات بملايين الدولارات، أو بعدما وقّع بالفترة الشتوية الأخيرة مع لاعبه الكولومبي جون دوران بقيمة 80 مليون دولار كما ذكر موقع «الفيفا»؟! أيضاً لا، لسبب واحد لأنه ليس الهلال!
إذاً لماذا وإلى متى يظل الهلال ضحية هذه المزايدات الواضحة ويدفع ثمن هذه الابتزازات الفاضحة أثناء المفاوضات وقبل إبرام الصفقات كما يحدث في هذه الأيام وقبل استعداد الهلال لبطولة كأس العالم للأندية؟!
هذا السؤال وهذا الاستفسار أوجهه مع التحية والتقدير للمسؤولين في المؤسسة الرياضية ولجنة استقطاب اللاعبين، والذين ينتظر منهم ويفترض عليهم أنهم قد شاهدوا وشهدوا على أرض الواقع وبالأرقام من هي الأندية التي استفادت عملياً وفعلياً من عدد الصفقات وكمية المخالصات، وبالتالي قد اكتشفوا وكشفوا أن حبل الكذب الذي يمارسه البعض قصير، وأن هذه المزايدات والمساومات أسلوب قديم، وخصوصاً أن الأمور باتت مكشوفة ومعروفة للصغير قبل الكبير وللبعيد قبل القريب، بأن الهدف والغاية من هذه الابتزازات هو لتقويض قوة الهلال ولتحصيل المزيد من التنازلات ولتحقيق الكثير من الامتيازات، وما حادثة وقصة الموسم الماضي -عندما أصدرت أندية الأهلي والاتحاد والنصر وفي يوم واحد بيانات إعلامية بنفس الفكرة ونفس اللغة لمجرد أن إدارة المسابقات برابطة دوري المحترفين السعودي قرَّرت تأجيل مباراة الهلال أمام الأهلي في الجولة الـ(28) من دوري روشن بسبب قرار الاتحاد الآسيوي تأجيل مباراة الهلال أمام العين الإماراتي- إلا نموذج ومثال!
وعلى كل حال من الخطأ أن يكون تجهيز وتحضير فريق الهلال لبطولة كأس العالم للأندية رهينة لهذه المزايدات الرخيصة أو هذه الابتزازات المستفزة ممن يريدون أن يفرضوا على الوسط الرياضي والجمهور السعودي اختزال نجاح المشاريع الرياضية والوطنية بالميول وألوان الأندية، ولذلك على مسؤولي ومسيري المؤسسة الرياضية ولجنة استقطاب اللاعبين أن يفهموا هذه اللعبة غير المسؤولة وأن يدركوا أن نجاح مشاركة الهلال في مونديال الأندية يتماشى ويتناغم مع مشروع تطوير الرياضة السعودية دون النظر للفاشلين أو انتظار العاجزين عن مواكبة هذه الرحلة وهذه المرحلة الاستثنائية والتاريخية للرياضة السعودية!
السطر الأخير
أبت اللجان القضائية بالاتحاد السعودي لكرة القدم ألا ينتهي وينقضي الموسم الرياضي إلا ويكون لها حضور قوي، بل وقوي جداً، ليس في ترسيخ وتكريس عدالة القرارات الانضباطية، بل في تعزيز وتعميق الفوضى القانونية التي تعمل بها وتتعامل معها هذه اللجان القضائية، ليس في كل القضايا، بل مع قضايا بعض الأندية وتحديداً في القضايا التي يكون نادي النصر طرفاً فيها، وما حدث في قضيتي احتجاج -نادي الوحدة ضد تأخر وصول باص النصر وتأخير انطلاقة مباراة الوحدة والنصر عن موعدها المحدد، ثم تقاذف القضية بين لجنة الانضباط والأخلاق ولجنة الاستئناف لأكثر من شهرين دون البت فيها، وكذلك في قضية احتجاج النصر ضد حارس فريق العروبة رافع الرويلي، الذي تم تسجيله كلاعب محترف بشكل رسمي بقرار من لجنة الاحتراف وذهاب النصر لمركز التحكيم الرياضي الذي استمع لكل الأطراف، ولكن أيضاً هو الآخر ظل متردداً في إصدار قراره بكل جرأة وشجاعة حتى هذه اللحظة (الساعة الواحدة من ظهر السبت)- إلا صورة ونسخة مكررة من الفوضى القانونية في القضايا النصراوية تحديداً وهذا يعطي انطباعاً بأن اللجان القضائية لا تحتاج للكفاءات القانونية بقدر ما أنها تحتاج للكفاءات الجريئة لا لشيء إلا لشيء واحد وهو احترام وتقدير المناصب القانونية..! نقطة آخر السطر.