منصور ماجد الذيابي
قال الله تعالى في سورة الحج: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.
تردّدت كثيراً جملة «بكلّ يسرٍ وسهولة» في وسائل الإعلام المحلية والقنوات الفضائية خلال موسم حج هذا العام، في إشارة إلى الخدمات الإنسانية والأنظمة التقنيّة والاستعدادات الأمنية والإجراءات الصحية التي وفّرتها بلادنا وأسهمت في تنسيق وتضافر الجهود المبذولة من مختلف القطاعات الحكومية المشاركة لجعل فريضة الحج يسيرة وسهلة على جميع الحجاج الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم لأداء الحج في أجواء من الأمن والطمأنينة بفضل الله ثم بفضل ما وفرته حكومتنا من إمكانات هائلة وجهود عظيمة أبهرت العالم بحسن الاستقبال ودقة التنظيم وسرعة التنفيذ وإدارة الحشود المليونية في المشاعر المقدّسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولذلك نفهم أن كلمة «بكل يسرٍ وسهولة» تعني في هذا السياق قيام الحكومة السعودية الرشيدة بتوجيهات من القيادة العليا بتوفير كل الخدمات وتذليل كافة الصعوبات وتخفيف ما قد يعانيه الحجاج من متاعب نتيجة للزحام وارتفاع درجة حرارة الطقس والتنقل بين المشاعر المقدّسة بدءاً من القدوم إلى مشعر منى ثم الانتقال إلى مشعر عرفة فالعودة مرة أخرى للمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى، فالتوجه بعد ذلك إلى المسجد الحرام لطواف الإفاضة، ثم العودة إلى منى لإكمال رمي الجمرات، وأخيراً أداء الحجاج لطواف الوداع، ثم انتقال بعض منهم إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي ثم مغادرتهم بعد انتهاء الحج إلى بلدانهم بكل يسرٍ وسهولة.
لقد بذلت سواعد الأبطال في القطاعات الأمنية بإشراف مباشر من سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وكذلك الكفاءات الوطنية في المرافق الصحية والقطاعات العسكرية وغيرها من بقية عناصر منظومة العمل الجماعي المشترك في بلادنا، قد بذلت ولا تزال تبذل الجهود الكبيرة ما جعل ضيوف الرحمن يعربون عن رضاهم التام وسعادتهم بمستوى الخدمات التي قُدّمت لهم، وبالرعاية والمتابعة التي أولتهم إيّاها كل القطاعات الحكومية الموجودة لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، الأمر الذي جعل من كلمة «بكل يسرٍ وسهولة» تنطلق ملء أفواه الحجيج والمعتمرين ويتردد صداها عبر كل الوسائل الإعلامية والمنصّات الرقمية ومحطّات البث الإذاعية والتلفزيونية في كل أرجاء العالم.
«بكلّ يسرٍ وسهولة» ليست جملة جديدة، إذ أنها تتكرّر سنوياً ونسمعها حين توافد الحجاج وخلال نقل مراسلي وكالات الأنباء للتقارير الإخبارية، وخلال بث القنوات التلفزيونية المختلفة لمشاهد انسيابية وصول ودخول الحجاج لصالات السفر في المطارات وتوافدهم إلى المشاعر المقدّسة وطوافهم بالكعبة المشرّفة, ثم نقلهم في حافلات وقطارات أعدّت مسبقاً لهذه الأعداد الغفيرة من قاصدي مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حتى أصبحت كلمة « بكلّ يسرٍ وسهولة» أيقونة إعلامية في وسائل الإعلام وشعارا وطنيا يفتخر به أبناء المملكة العربية السعودية في موسم الحج العظيم.
لقد أصبحت رحلة الحج يسيرة وسهلة بفضل ما هيّأته القيادة السعودية للحج وما أولته للحجاج من رعاية واهتمام يتمثّل في تقديم الخدمات الإنسانية وتوفير المواد الغذائية والمستلزمات الدوائية وتنفيذ الإجراءات الطبية اللازمة لضيوف الرحمن ناهيك عن توفير وسائل النقل المريحة، وكذلك السكن المُجهّز بكل وسائل الراحة والأمان. ولذلك فإن رحلة الحج اليوم تُعدّ رحلة آمنة وهادئة وممتعة نظراً لما يتوفر لدى المملكة من إمكانات بشرية ومادية قادرة على استيعاب أرقام هائلة من الحجّاج منذ القدوم إلى البقاع الطاهرة وحتى المغادرة إلى بلدانهم بكلّ يسرٍ وسهولة.
لقد شرّف الله بلادنا بقدسيّة الحرمين الشريفين وأكرم قادتها وشعبها بشرف استضافة ورعاية ضيوف الرحمن من كل أصقاع الأرض لتتبوّأ بذلك مكانة إسلامية رفيعة جعلتها مهوى أفئدة المسلمين عبر كل العصور والأزمنة.
فشكراً جزيلاً لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وشكراً لوزير الداخلية ولمنسوبي القطاعات الحكومية المشاركة، وشكراً لكل من ساهم وشارك في أعمال الحج لأجل مساعدة الحجّاج على أداء شعائرهم الدينية «بكلّ يسرٍ وسهولة»، والحمد لله الذي أكرم بلاد الحرمين بأن اختارها مهبطاً للوحي وقبلةً للمسلمين ومكاناً مقدّساً للطائفين بالبيت العتيق والمكبّرين على صعيد عرفات.
ومن أجل ضمان استمرارية أداء الحجاج لفريضة الحج بكلّ يسرٍ وسهولة ناشدت وزارة الداخلية السعودية مؤخرا جميع الراغبين بالحج الحصول مسبقا على تصريح الحج، مؤكدة على الجميع أنه لا حج بدون تصريح ، وأن من يخالف الأنظمة سيكون عرضة لتطبيق العقوبات بحق المخالفين لأنظمة الحج التي تهدف الى توفير أقصى مستويات الرضا والسلامة وانسيابية الحركة داخل المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث تتواجد قوات الأمن السعودية والأطقم الطبية والإسعافية وجميع الجهات المشاركة لتقديم الدعم والمساندة للحجاج وتنظيم حركة الحشود المليونية لأداء شعائر الحج بكلّ يسرٍ وسهولة.