كوثر الأربش
التعلّم يعتبر أحد روافد الاستدامة في بناء الذات أولاً وبناء المستقبل المهني ثانيًا، حيث لا يمكن أن يُحد بعمر أو فئة. وهو يمضي بالتوازي مع سرعة متغيّرات سوق العمل. هذا ما أدركته «البرامج الجامعية القصيرة» وهي إحدى مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية التي يعمل عليها المركز الوطني للتعليم الإلكتروني.
فسواء كنت خريجًا أو طالبًا جامعيًا أو باحثاً عن عمل أو كنت ممن هم على رأس العمل، يمكنك المضي في رحلة الحصول على شهادة البرنامج القصير. لأنها راعت المرونة في مسارات تعليمية وفقًا لمتطلباتك المهنية أو اهتماماتك وخبراتك السابقة. ومما يعطي البرامج المزيد من الثقة لتكون خيارك الأول أنه تم تطويرها بالتعاون مع خبراء ورواد الصناعات لنقل الخبرة بأمثلة واقعية.
ولمزيد من المواءمة مع التحديات المتعلقة بالوقت وظروف الالتزامات الأخرى وفرت البرامج الجامعية القصيرة الدروس مسجلة بطريقة رقمية علاوة على الدروس المباشرة. كما يمكن دمج أكثر من وحدة للحصول على مؤهل علمي أكبر لتوافق الإطار المهني للمنسب لها.
ومما يلفت النظر لهذه المبادرة الرائعة أنها بزغت للنور نتيجة تظافر جهود برنامج تنمية القدرات البشرية والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وبشراكات واسعة مع عدة قطاعات حكومية سواء الصحية أو التعليمية أو السياحية وغيرها. مما يجعلها - بالنتيجة - معترف بها ومعتمدة لدى المؤسسات الأكاديمية، والوزارات، والمراكز التخصصية. ولمزيد من التيقن من أن المتعلم حصل على مستهدفات البرامج يتم قياس مدى تحقيقه للمهارات والمعارف من خلال مقاييس محوكمة وممنهجة بمعايير واضحة.
والأهم من هذا كله أنها تقوم بتلبية أهداف المنشآت عن طريق استقطاب كوادر مدربة على أحدث التقنيات ومؤهلة لسوق العمل..
كما أن البرامج الجامعية القصيرة تغطي عدة جامعات في أنحاء المملكة، وتغطي مجالات حديثة كإدارة الحشود، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، العلاج النفسي عن بعد والتواصل مع المرضى، والكثير من المجالات التعليمية التي تصب في صميم متطلبات سوق العمل..
لكن ما لفت نظري هي تلك البرامج التي يتطلبها أعضاء مجالس الإدارة والمدراء في جميع القطاعات كتحليل المشكلات واتخاذ القرارات وإدارة البيانات وتحليلها. ولأنها من متطلبات كل القطاعات في الأقسام الإدراية أجدها ملائمة للغاية لتطوير مهارات أي إداري..
عندما أطلعت على برامج المبادرة وجدتها مغايرة وثرية ومواكبة لرؤية 2030 وتجمع جل ما يحتاجه الدارس لتطوير مهاراته وبلوغ طموحه وتحقيق أهدافه وأهداف منشأته أو قطاع العمل الذي ينتمي له. فخورة للغاية بهذا الإنجاز المتقن الذي يضع في اعتباره التدريب والتقويم وإيجاد فرص للاستقطاب الكوادر المتخصصة. وأتمنى أن يصل للمستهدفين ويحقق الغاية المنشودة.