إيمان حمود الشمري
قمة ثلاثية جديدة تجمع الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وعشرة دول أعضاء من رابطة جنوب شرق آسيا: إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، بروناي، فيتنام، لاوس، ميانمار، وكمبوديا، بالشهر الجاري مايو 26 - 27 في ماليزيا بالعاصمة كوالالمبور، حيث عُقدت أولى جلساتها في الرياض في أكتوبر 2023.
تُعتبر قمة آسيان منصة حيوية لمناقشة القضايا الإقليمية والتحديات العالمية، كالإرهاب، والقرصنة والأمن البحري، بما فيها آخر مستجدات مفاوضات التجارة الحرة، ومناقشة الرسوم الجمركية المرتفعة التي تأثرت بها ست دول من أصل عشرة من دول شرق آسيا بشكل خاص لأنها تعتمد على التصدير، حيث، بلغت الرسوم نسبة تتراوح ما بين 32 % و49 %.
يعد هذا اللقاء فرصة كبيرة لتعزيز الروابط الاقتصادية، وإعادة تشكيل العلاقات بين كُتل اقتصادية بارزة مثل رابطة جنوب شرق آسيا ودول الخليج العربي وجمهورية الصين الشعبية، بما يتماشى مع الاهتمامات والرؤية المشتركة بتنويع الاقتصاد وانتعاش الاستثمارات والاهتمام بالتكنولوجيا الخضراء لمكافحة التغيير المناخي.
وتلعب الصين دوراً مهماً في تعزيز الشراكة بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي بحكم علاقتها الودية مع كلا الطرفين وشراكاتها الاستراتيجية، كما تسعى لإنجاح تلك القمة من خلال (مبادرة الحزام والطريق) التي من أهم مستهدفاتها تعزيز التبادل التجاري وتسريع نمو الاقتصاد، وذلك بإزالة العديد من القيود الجمركية، والسعي في مشاريع البنية التحتية، لبناء شبكات لوجستية وتجارية تضمن مروراً آمناً.
يمثل الجانب الصيني رئيس مجلس الوزراء السيد: (لي تشيانغ) الذي بدوره يؤكد على موقف الصين في حربها ضد التعريفات الجمركية من خلال هذا المنبر، كما تقدم الصين الدعم للدول الأعضاء لتحقيق التحول الرقمي.
قمة آسيان واحدة من أهم الاجتماعات الإقليمية لتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية والدولية والتصدي لمواجهة التطورات في المشهد الدولي وتحولات الاقتصاد العالمي، ستؤدي فيه ماليزيا دوراً رئيسياً في تشكيل العلاقات بين الأطراف المشاركة بالقمة في وقت حساس نسبياً، لتبني جسراً من التعاون والمكاسب المشتركة.