«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني/ تصوير - عبدالله مسعود:
في ليلة من ليالي الوفاء، يكرم رجل خدم دينه ووطنه بكل إخلاص وتفان في العمل الإداري والثقافي والإنساني وتوليه العديد من المهام في هذه الدولة المباركة، وبحضور أسرته وأقاربه وممن عملوا معه عن قرب، فقد أقام مركز الملك سلمان الاجتماعي مساء أمس حفلًا تكريميًا خاصًا، وفاءً لأحد أبرز أعمدة التأسيس وأول رئيس لمجلس إدارته، معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم - رحمه الله - وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ27 لتأسيس المركز، وسط حضور أصحاب السمو والمعالي، ونخبة من الشخصيات الوطنية والاجتماعية، ورجال الإعلام ورجال الأعمال.
وأُقيم الحفل في قاعة الشيخ عبدالله العلي النعيم - التي تحمل اسمه - وشهد عرضًا وثائقيًا استعرض محطات من حياته ومسيرته في العطاء الوطني والمجتمعي، إلى جانب كلمات ألقاها سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس مجلس إدارة المركز، تلا ذلك كلمة من أبناء الشيخ النعيم وعقبها كلمة من أسرة الخويطر.
كما صاحب الحفل 3 معارض: معرض تقني تفاعلي يوثق مسيرته الوطنية، إضافة إلى معرض مقتنياته الشخصية، من أبرزها «وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة» الذي ناله تقديرًا لعطائه للوطن، ومعرض وثائق وصور نادرة توثق محطات من حياته العملية، ورسم تفاعلي حي خلال الحفل.
كلمة رئيس مجلس الإدارة
وقد ألقى الأمير سعود بن ثنيان كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: نحمد الله الذي أمرنا بتكريم ذوي الفضل والإحسان ونحن نجتمع اليوم في هذه القاعة التي تحمل اسمه وتجسد رمزيته في مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، كما أننا نجدد الوفاء لهذا الرجل ونستحضر سيرته العطرة، حيث أسهم في بناء هذا الصرح المجتمعي وأصبح منارة اجتماعية وثقافية في قلب العاصمة وترك أثرا لا يُنسى، نكرم اليوم رجلا جمع بين الحكمة والرؤية وبين البذل والمسؤولية فله منا الوفاء وندعو له بالرحمة، كما عدد سموه مآثره القيادية في العمل من خلال عملي معه، واستفدت من تجاربه وحرصه على تقديم كل عون للمواطن.
أبناء النعيم
بعد ذلك ألقيت كلمة أبناء الشيخ عبدالله النعيم ألقتها حفيدته الأستاذة رنا بنت منصور الحميدان نيابة عن الأسرة، حيث قالت: يسرني أن أتحدث عن هذا الإرث العظيم الذي تركه لنا والدنا، وعطائه لهذه العاصمة، حيث كان يحتفل معنا دوما بالنجاحات التي كان يحققها ونحن نقدر لقيادتنا هذا التكريم وهذا المركز، وهذا الوفاء الذي ليس بغريب على قيادتنا بتكريم من يعملون بإخلاص في مسيرة الوطن، وكان والدنا يقول لنا إن هذه النجاحات كان خلفها قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أمير منطقة الرياض رعاه الله.
ابنة النعيم
كما ألقت الدكتورة عزيزة بنت عبدالله النعيم كلمة شكرت فيها هذه البادرة من مركز الملك سلمان لتكريم والدنا، واستعرضت عددا من خصاله الحميدة، ومنها حبه للعمل الخيري والإنساني، وكشفت للحضور أن الشيء المحبب لنفسه ويحرص عليه أمران مهمان: حبه للغة العربية والحب الآخر حبه لزراعة النخيل؛ فهي عشقه وهو محب لخراف التمر، ويشرف عليه عند خرفه. بعد ذلك ألقى أحد أحفاده كلمة قال: أنا فخور بجدي وسيرته الجميلة.
ومن ثم تفضل كل من الأستاذ حمد بن عبدالله الصغير ومحمد الفوزان في مداخلات تحدثا فيها عن فصاحة الشيخ عبدالله النعيم وتواضعه مع الصغير والكبير، وكان يسعى إلى ما يرضي المواطن، وكان متابعا للشكاوى التي تأتي إليه من المراجعين، كان يحل حاجات المراجعين قبل نهاية الدوام ولا يترك أي شكوى إلا بعد معالجتها، وكان يقف على مشاريع هذه العاصمة بنفسه ويتابعها خطوة بخطوة.
أسرة الخويطر
وبعد ذلك ألقيت كلمة لأسرة الخويطر، كلمة ألقاها الأستاذ زياد بن محمد الخويطر تحدث فيها عن عدد من الجهود التي يبذلها معاليه وعن سيرته العطرة مع كافة المقربين منه، كما تناول عددا من المواقف الإنسانية النبيلة، وكان حريصا على اللحمة والعلاقات الأسرية.
تصريح لـ«الجزيرة»
وعقب هذا التكريم، قال صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان، رئيس مجلس إدارة مركز الملك سلمان الاجتماعي في تصريح خاص لـ«الجزيرة» بأن هذا التكريم لرجل خدم وطنه في شتى مناحي الحياة هي بادرة من هذا المركز وكافة أعضائه، فهو رجل يستحق التكريم من أهالي الرياض، وباسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان يتابع ويوجه بإنشاء هذا المركز، الذي أصبح اليوم معلماً حضارياً وأصبح يقدم الخدمات المتميزة لمن يحتاج إلى خدمات هذا المركز.
وأضاف سموه بأن الشيخ عبدالله النعيم بذل جهدا عند قيام هذا الصرح الكبير وكان يتابع نشاطه ويساهم بآرائه السديدة، مؤكداً سموه بأن هذه البادرة هي بادرة طيبة للرجال الأوفياء لخدمة دينهم ووطنهم.
وأوضح سموه بأن استراتيجية المركز تتوافق مع رؤية المملكة 2030 في تقديم أفضل الخدمات لمرتاديه، وكشف سموه بأن هناك أخبارا مبشرة بالخير في وضع العديد من المشروعات المستقبلية لهذا المركز من خلال التوسع في مشاريعه.
موضحاً سموه، أن مركز الملك سلمان الاجتماعي يمثّل نموذجًا وطنيًا متكاملاً في تحقيق جودة الحياة، وقال: ننظر بعين الفخر لما تحقق خلال 27 عامًا من العطاء، ونؤمن أن المستقبل يتطلب مضاعفة الجهد والتوسع في الشراكات، لتقديم خدمات أكثر شمولًا وتأثيرًا للأسرة والمجتمع.
المركز اليوم ليس مجرد منشأة، بل حراك تنموي يواكب تطلعات المملكة ورؤيتها الطموحة 2030، مؤكداً سموه بأن العمل في المركز سوف يشهد مرحلة جديدة سعياً للوصول إلى 10 ملايين مستفيد في الأعوام المقبلة.
من جانبها، أكدت سمو الرئيس التنفيذي للمركز، الأميرة المهندسة الجوهرة بنت سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، أن هذا التكريم هو تجسيد لروح الوفاء والعرفان، ونبراس لعمل المركز الاجتماعي.
والشيخ عبدالله العلي النعيم -رحمه الله- عميد من أعمدة تأسيس المركز وله بصمته وإسهاماته في نمو المركز وتطوره وإدارته لمجلس إدارته سبع دورات متتالية.
وفي ختام الحفل، تم تكريم أسرة الشيخ النعيم وتسليم «درع الوفاء» من مركز الملك سلمان الاجتماعي، وسط مشاعر من التقدير والاعتزاز بشخصية كان لها بالغ الأثر في العمل الاجتماعي والتنموي.