محمد العشيوي - «الجزيرة»:
في خطوة فنية تحمل الكثير من التقدير والولاء وبمشهد يفيض بالولاء والامتنان، أصدر الموسيقار طلال ألبوما غنائيا بعنوان (أحد سأل عني) وضم خمس أغنيات من كلمات الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبدالمحسن، وغناء فنان العرب محمد عبده، ضمن البوم يجسد أسمى معاني الوفاء لمسيرة أحد أبرز رموز الشعر النبطي الحديث، وكان الألبوم بمثابة تحية خاصة للأمير الراحل، الذي شكّل مع فنان العرب ثنائية فنية مميزة على مدار عقود، وكتب أجمل القصائد التي تغنّت بها الأجيال، ومن خلال ألحان الموسيقار طلال، يُعيد الميني البوم استحضار روح البدر، ويفتح نوافذ جديدة على شعره العميق، الذي طالما لامس الوجدان، ومنذ سبعينيات القرن الماضي، شكل الأمير بدر بن عبدالمحسن مع محمد عبده توأمة فنية نادرة، نسجت معها لوحات شعرية خالدة، وكان البدر شاعرًا مختلفًا، يكتب بعين رسام، ويغني للحب كما يغني للوطن، وتحوّلت كلماته إلى مرآة تعكس أحاسيس الذائقة الفنية، فكان صوته في قصائده صوتًا جمعيًا لوجدان الوطن.
وتوزعت أعمال الميني البوم بين أنماط موسيقية متنوعة، تبرز إبداع الموسيقار طلال في التعامل مع نصوص الأمير بدر، وتُظهر قدرة محمد عبده على تجسيد الكلمة بصوته العذب، حيث شكّل الثلاثي التاريخي الموسيقي لوحة فنية تليق بتاريخ كل منهم، ويمثل الألبوم إضافة فنية إلى مسيرة فنان العرب، الذي لطالما تغنى بأشعار بدر بن عبدالمحسن، ويؤكد على استمرارية هذا الإرث في الوجدان الفني السعودي والعربي، كما يُعد امتدادا لمجموعة من الأعمال التي لحّنها الموسيقار طلال لفنان العرب، ليبقى هذا التعاون محطة بارزة في مسيرة الأغنية السعودية.
وصدر الألبوم الغنائي بجوهرة (الوفاء للبدر)، الذي يُعد تحية فنية خاصة من الموسيقار طلال وفنان العرب محمد عبده إلى قامة شعرية خالدة، هو الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن، أحد أبرز أعمدة الشعر الغنائي في الخليج والعالم العربي، وحمل الألبوم بين طياته خمس أغنيات جديدة، جميعها من كلمات الأمير بدر، في تكريس جديد لعلاقته الممتدة لعقود مع محمد عبده، والتي أهدت للأغنية العربية إرثًا خالدًا من القصائد المغنّاة التي أصبحت جزءًا من ذاكرة الجمهور، وجاءت الحان الموسيقار طلال لتضيف على هذا العمل طابعًا وجدانيًا خاصًا، بصياغة موسيقية عميقة تحاكي روح النص وتستحضر ملامح البدر الإبداعية.
ولم يكن التعاون بين الموسيقار طلال ومحمد عبده حديث العهد، بل نشأت بينهما علاقة فنية تميّزت بالتفاهم والانسجام، وامتدت لعشرات الأغاني التي غاصت في عمق المشاعر والوجدان، وبألحان الموسيقار طلال التي حملت روح شرقية أصيلة، لكنه لا يتوقف عند القوالب التقليدية، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، فيطوع المقامات الموسيقية لخدمة الكلمة والإحساس، في (الوفاء للبدر)، وجاء لحن طلال بترجمة صادقة لشعر الأمير الراحل، وامتدادًا طبيعيًا للثنائية التي جمعت محمد عبده بالموسيقار طلال، والتي أنتجت أعمالًا كبيرة في السنوات الأخيرة، تعكس نضجًا فنيًا وتجربة استثنائية لكلا الفنانين.
ويتمثل الميني البوم بأكثر من مجرد مجموعة أغانٍ جديدة؛ ليكون عملا توثيقيا وعاطفيا يحمل رسالة وفاء لرمز شعري كبير، ويعيد استحضار تأثير البدر على أجيال متعاقبة، وجاء صوت فنان العرب ليكون الصوت الذي يحمل هذه الأعمال، لأنه الأقرب إلى روح البدر، وهو الفنان الذي ارتبط اسمه طيلة عقود بقصائد الأمير، فتداخلت مسيرتهما لتمثّل مرحلة ذهبية في تاريخ الأغنية السعودية، ويعد الألبوم أيضًا يُعد تكريمًا لروح الأمير الشاعر، ويُضاف إلى مسيرة فنان العرب القيمة، ويعكس رغبة صادقة من الموسيقار طلال في أن يُخلّد هذا الإرث، من خلال موسيقى تليق بشعرٍ عاش طويلًا في الوجدان، أما الأغنيات فهي (لليل حارس، الشفق، قالت قصيدك ليل، أحد سأل عني، يا صاحبي طالت) وبتوزيع متنوع من الموسيقيين وليد فايد، أمير عبدالمجيد وعصام الشرايطي ويحيى الموجي، وبإشراف عام من خالد أبو منذر.