د. جمال الراوي
وردت تعابير كثيرة حول معنى الشماتة، لعل أقربها القول بأنها الفَرَحُ ببليَّةِ مَن تعاديه ويعاديك، وهي حالة نفسيّة موجودة عند معظم البشر، تثير النشوة والبَهْجَة والارْتِيَاح عند حصول مكروه لدى الآخرين، لأنها -حسب فهمهم- تحقّق لهم العدل؛ بسبب ظلمٍ لحق بهم من هؤلاء الذين يعادونهم.. لكنّ الشماتة قد لا تكون ذات طابع عدائي؛ أي: بسبب خلاف مع الطرف الآخر، وإنّما تكون ذات طابع تنافسي، مع عدم وجود خصامٍ وعداوة بين الطرفين؛ كأن يفرح أحدهم بخسارة منافسه في مسابقة أخرى ليس هو طرفاً فيها؛ لأنّه كان يخشى تفوّقه عليه إنْ تنافس معه لاحقاً، وأمثلة عليها أنْ يسعد أحد الطلاب المتفوّقين بحصول أحد زملائه -المتفوقين مثله - على درجاتٍ أقلّ منه.. أو أنْ يبتهج أحد التجار لخسارة تاجرٍ آخر، يبيع نفس البضاعة التي يبيعها.. أو أنْ يفرح مواطنو دولة بتعرّض مواطني دولة أخرى لأزمة اقتصادية أو بيئيّة، رغم عدم وجود عداوة بين البلدين، والسبب وجود تنافس تجاري أو رياضي -أو غير ذلك- فيما بين البلدين!
وقد تحصل الشماتة دون أنْ يكون الطرف الآخر على علاقة أو ارتباط بالأول، كأن يفرح أحدهم بخسارة فريقٍ رياضي، لأنّه يكرهه ويمقته بسبب عوامل شخصيّة ذاتيّة، رغم أنّ هذا الفريق لم يكن خصيماً له، ولا علاقة ماديّة بينهما أو مصلحيّة، وهذا معروفٌ - في عالم اليوم- حيث يوزّع كثيرٌ من النّاس محبّتهم وتأييدهم ومتابعتهم لفريقٍ كروي ما، بينما يكرهون الفرق الأخرى، لأنّها قد تتفوّق على فريقهم المحبوب في كثرة المتابعين والمؤيدين!
وقد تأخذ الشماتة جانباً خفيّاً غير ظاهري، كأنّ ينوي أحدهم التقدّم لفتاة يتمناها زوجة له، ويتصادف أنْ يتقدّم أحدٌ غيره للزواج منها؛ فتشتعل الغيرة في قلبه، وهو يراها ستكون لغيره، وقد يحصل لهذا المتقدم الجديد ظرفٌ يمنعه من إتمام زواجه بفتاته المحبوبة، كأنْ يصاب بمرض أو عارضٍ؛ فيشعر المحبّ الأول للفتاة بالغبطة لما أصاب غريمه الخفي، وقد يبقى على اتصالٍ بمن ينقل له أخباره، حتى تزداد النشوة في صدره وتكبر؛ فالشماتة تبعث في النّفس الإنسانية حالة من السرور والغِبطة لمِا أصاب الآخر من مكروه!
بعض المدافعين عن الشماتة يقولون بأنّها نوعٌ من العدل الدنيوي، وأنّ لهم الحقّ بالفرح بالعقوبة التي تلحق بخصومهم وأعدائهم، كأن تتعرّض مجموعة من اللصوص إلى انتكاسة؛ فيشعرون بالفرح لما أصابهم!!.. أو يرون مجموعة تمارس الغش والدجل؛ فينكشف أمرها، وتتعرّض للعقوبة والسجن؛ فيفرحون لهذا المآل الذي وصلوا إليه!... أو أنّ هؤلاء الشامتين ينتمون لدولة تعادي أخرى؛ فتتعرّض تلك الدولة إلى فيضانات أو زلازل أو أزمات اقتصادية؛ فيشعرون بالفرح لما حلّ بمواطنيها!... وغير ذلك كثير!
وقد تكون الشماتة نوعا من السلبيّة؛ فالنفس البشرية - بطبيعتها- لا تتعاطف تجاه من لا ينتمون إلى مجموعتها وبيئتها، أو مِمن لا تربطها بهم روابط عائلية أو مالية أو مجتمعيّة أو عقائديّة، حيث تنتشر -في عالم اليوم- ظاهرة تسمى: «لا دخل لنا ولا علاقة»، وهي شماتة مبطنّة، ودعوة إلى عدم التعاطف والتعاضد مع الآخرين، كأن يسمع أحدنا بأنّ فلاناً يمر بأزمة مالية، فيُنقل إليه الخبر؛ فيجيب «ما لنا دخل ولا علاقة»، وقد يُلحق كلامه بالقول بأنّ هذا الشخص لم يُصبْ بهذه الأزمة إلّا بسبب عيوبه ونقائصه!
وقد تكون الشماتة نوعا من التأكيد على صحة الفكرة والرأي، كأن تُستشار في أمرٍ ما؛ فيتّبع المستشارون لك رأياً آخر غير رأيك، كأن يسألونك عن طلب الزواج من بيتٍ ما؛ فتنصحهم بتجنّب هذا الخيار، والابتعاد عن أصحاب هذا البيت وعدم الارتباط بهم، ويحدث أنْ يتقدموا للزواج من هذا البيت، ويتمّ الأمر على غير ما نصحتهم به، ثم تمضي الأيام؛ فتحصل مشاحنات فيما بينهم، قد تنتهي بالطلاق أو غير ذلك، ثم يصلك الخبر؛ فتشعر بالنشوة والغبطة، لأنّهم لم يأخذوا برأيك، وقد تقول -في نفسك- أنّه لحقهم ما لحقهم جزاء مخالفتك، وعدم الأخذ بنصيحتك!
قد ترى أمامك حالة سيئة تستوجب النصح والإرشاد، كأنّ ترى أبناً لقريبك أو جارك أو زميلك يفعل المنكرات، أو أنّه غير منضبطٍ في أخلاقه وتعاملاته مع الآخرين؛ فتتوجه بالنصح لأهله أو من لهم ولاية عليه، وقد تكرّر النصح مراتٍ ومرات، ولا تجد أذاناً صاغيّة، أو أنّهم يردون عليك بأنّهم سوف يفعلون ويغيّرون من طباعه وسلوكياته، ثم تمضي الأيام؛ فيقع هذا الفتى في أزمة أخلاقيّة أو جنائية، ثم يصل الخبر إليك؛ فتشعر بالفرح المُبطّن، وفي ذلك شماتة بما حدث للفتى، رغم أنّ المصيبة تستوجب الحزن، وقد تتظاهر بالتأسي، لكن الشماتة الخفيّة -بما حصل له- لا تخفى على أحد، تظهر على لسانك، أو من ردّة فعلك!
في حقيقة الأمر؛ لدى النّفس الإنسانيّة تضخيمٌ بصفاتها المحمودة، وتقليلٌ بصفاتها المذمومة؛ فالعقل يرسل إليها إشاراتٍ بأنّه الموجّه المثالي والمرشد الصحيح لجميع أفعالها، والقلب يقوم -أيضاً- بنفس الدور، يقول للنّفس بأنّ ما يحبه هو الأفضل والأكمل، وأنّ ما يكرهه هو الأجدر بالكُره والعداوة؛ فهذان العضوان يمارسان على النّفس سلطة توجيهيّة؛ فتنقاد لهما، ويصبح كلّ ما تفعله محمودٌ، بينما ما يفعله الآخرون مذموم، يقولان لها بأنّها تسير في الطريق الصحيح، وأنّ ما يصيب الآخرين من عثرات، سببه استحقاقهم لها؛ فتنشأ لدى النفس ظاهرة الشماتة بالآخرين!
ومن العجيب أنّ الشامت يغيب عنه أمران؛ أولهما: إنْ كان ساخراً مستهزئاً لعيبٍ أو نقيصة في غريمه؛ فإنّه لا يخلو من العيوب، التي قد تكون خفيّة، لا تظهر لغيره، لكنّ ظرفاً ما -في قادم الأيام- سوف يجعلها مكشوفة؛ فيصاب بذات الحال التي عيّر بها غيره.. والثاني: إنْ كان الشامت يتمتع بغلبة وتفوّقٍ على غريمه، لا يدري مآلات الأمور؛ فكم من غنيٍّ افتقر بعد حين!! وكم من قويٍّ انهارت قواه، وضعفت حاله!! وكم من وسيم جميل المظهر اختفى جماله، وغزته الدَمامَةٌ والدَمَاثَةٌ!
والأمثلة كثيرة جداً على تقلّب الأحوال؛ فكم من جميلة تباهت بجمالها، وشمتت بمن هنّ أقل منها جمالاً؛ فمضت الأيام، وتحوّل هذا الجمال إلى قباحة، ثم ارتدّت شماتتها بغيرها عليها، وأصبحت في ذات الحال التي كنّ عليها من قبل!!.. وكم من صاحب سلطة، كانت له سَطْوَة وسَيْطَرَة؛ فتحوّل إلى طريدٍ مخذول، بعد أنْ فقد هيبته ومكانته؛ فيشمت به الآخرون، بعد أنْ كان يشمت بضعفهم وتفوقه عليهم!!.. وكم من تاجرٍ كان يسيطر على التجارة، ويتحكّم بالأسعار، شامتاً بزملائه، ومهيمناً عليهم؛ فجاءته ظروفٌ عاجلة أو آجله، أحالت تجارته إلى كسادٍ وخسائر!!.. وكم من طالبٍ كان يشمت بزملائه، يعيّرهم بانخفاض درجاتهم؛ فتمضي به وبهم السنون؛ فيرتقون ويعتلون أعلى المناصب، بينما درجاته العالية لم تسعفه في التفوّق عليهم في الحياة المستقبليّة!
ومن عجائب الأمور أنّ عقوبة الشماتة دنيويّة، وهي عقوبة من ذات الفعل الذي وقع فيه الآخرون، ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ» (رواه الترمذي)، في الحديث إشارة إلى أنّ الشماتة قد تكون خفيّة غير ظاهرة، والإنسان غير محاسبٍ عليها، لأنّها تبقى حبيسة القلب، لكنّ ظهور آثارها بالقول أو بغيره، كفيلة بإصابته بذات الحال التي كانت عليها غريمه، وقد ورد عن الهروي قوله: «وَكُلُّ مَعْصِيَةٍ عَيَّرْتَ بِهَا أَخَاكَ فَهِيَ إِلَيْكَ»، وأورد ابن القيم شرحاً له قائلاً: «إنَهَا صَائِرَةٌ إِلَيْكَ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَعْمَلَهَا».
وقد أظهرت الدراسات النفسيّة بأنّ كثيراً من النّاس يحملون في ذواتهم عقدة «وهم التفوّق»، تجد كاتباً أو شاعراً يتفاخر بقدرته على الكتابة أو قرض الشعر، يبحث -على الدوام- عن الثناء والمديح؛ فيأتي اليوم الذي يفقد زخمه، وتتراجع قدرته على الكتابة أو قرض الشعر؛ فهذا الكاتب أو الشاعر يبقى حبيساً في عقدة «وهم التفوّق» حتى يأتيه اليوم الذي يغيب عنه كلّ هذا النبوغ والتفوّق!!.. وقد تجد دولة أو أمة تتفاخر بعديد جنودها، وقوّة عدّتها، ثم تمضي السنون لتفقد كلّ هذا؛ فتضعف بعد قوّة، وتفتقر بعد غنى.. وقد تجد صاحب موهبة وشهرة في إحدى مجالات الحياة، يمضي به الزمن، ويصبح بدون ما كان يتفاخر بها ويتباهى.. فهؤلاء الذين يحملون عقدة «وهم التفوّق» يمارسون الشماتة، ويشعرون بالفوقيّة على من هم دونهم، غالباً ما يكون مآلهم أنْ يُحرموا من هذه المواهب والصفات؛ فينتكسوا ويصبحوا بدونها في قادم الأيام!!
فالشماتة الكامنة حقيقة منتشرة بين البشر.. يفرح المتسابقون حين يفشل المنافسون.. ويغتبط المنتصرون على المهزومين.. ويزداد عديد المعجبين والأنصار والمؤيدون عندما يتفوّق الذين يساندونهم ويناصرونهم.. فتنشأ معها عقدة العظمة والتفوّق، وتتضخّم الشماتة وتكبر، وما يرافقها من اسْتِحقارٍ وإذْلال للآخرين.. ثم تدور الدائرة؛ فيصبح المهزومون مغلوبين، ويصبح المخذولون متفوقين؛ فتنقلب الشماتة لتصيب الأوائل، بعد أنْ عاشوا في كنفها برهة من الزمن.. إنّها مداولة الأيام المتقلّبة المتبدّلة، تأتي بالشدّة بعد الرخاء، وتأتي بالرخاء بعد الشدّة.. فالشماتة ذات عمرٍ قصيرٍ، تأتي ومعها ميزانها الذي لا يظلم أحداً، تستقر عند قومٍ برهةٍ من الزمن، ثم تغادرهم وتذهب عند غيرهم، كما قال الشاعر أبو الأصبع العدواني:
إذا ما الدّهرُ جرّ على أناسٍ
حوادثه أناخَ بآخرينا
فقلْ للشامتين بنا أفيقوا
سيلقى الشامتون كما لقينا
وتقول الدراسات النفسيّة بأنّ الشماتة حالة نفسيّة موجودة عند معظم البشر، لا يتعلّمونها ولا يبذلون جهداً في تحصيلها، يجدونها جاهزة كامنة داخل نفوسهم، وهي ذات أشكالِ ثلاثة:
1- الأولى: الرغبة في إقامة العدل، فالبعض يرى في الشماتة وسيلتهم لتحقيق العدالة فوق الأرض، والله عز وجل يقول: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} (التوبة: 14)، يدعو الله عز وجل -في هذه الآية الكريمة- المؤمنين إلى قتال الكفّار حتى يستجلبوا الشماتة، ويفرحوا بما حلّ بأعدائهم.
2- والحالة الثانية عند التنافس بين اثنين، حينما يتباريان ويتنافسان؛ فيفرح المنتصر بالفوز على غريمه.
3- والحالة الثالثة عندما يعتدي قومٌ على آخرين، يريدون إذلالهم وقهرهم؛ فيفرحوا بما أصابهم على أيديهم، وقد يعذّبوا أعداءهم ويتمادوا في بأسهم، الذي قد يصل درجاتٍ قصوى في التنكيل، وقد لا تشبع الشماتة بما يفعلونه؛ فيجدون في جثث أعدائهم فرصتهم لإفراغ ما تبقى من شحنة وغيظٍ في الصدور!
ومن أسوأ أنواع الشماتة هي الشماتة بالموت، يفرح البعض بموت آخرين، سواءٌ كان الميتون مسلمين أو غير مسلمين؛ فالموت مصيبة تصيب جميع البشر، لا تستثني أحداً، لا تدع أيّ مخلوقٍ حتى تأتيه في موعدٍ معلومٍ لا يتقدّم لحظة واحدة ولا يتأخر؛ فالميت أصبح بين يدي الله، هو أولى به، شماتته تضعه خازناً للجنة أو النار، ويجعل من نفسه في مقام الحاكم العادل؛ فإنْ كانت للشامت مظلمة مع هذا الميت؛ فالميت أصبح عند خالقه، هو من يردّ له هذه المظلمة.. وإنْ كان الميّت من أصحاب الأعمال السيئة؛ فالله عز وجل -وحده- عليمٌ بما يستحقه من تكريم أو جزاء.. ولا شكّ بأنّ حديث الناس عن الميّتِ دليلٌ ظنيٌّ على منزلته عند ربّه، لكنه ليس قطعيّاً، والأفضل عدم المشاركة في قولٍ أو فعلٍ يدل على الشماتة بهذا الميّت، وقد ورد في صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: «لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ، فإنَّهُمْ قدْ أفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا».
ولا شك بأنّ من يُصاب بشماتة غيره به يشعر بحزنٍ عميق، يجد في - نفسه - من الأسى بذات المقدار من الفرح الذي شعر به الشامت، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو ويقول: «وَلَا تُشْمِتْ بِي عَدُوّاً وَلَا حاسِداً» (السلسلة الصحيحة للألباني)، وروى أبو هريرة -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم: «كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ» (متفق عليه)، ودركُ الشقاء؛ أيْ: «أن يدرك المرءَ شقاءٌ في الدنيا والآخرة»، وورد أنّ جهدَ البلاء هو كثرة العيال وقلّة المال، وشماتة الأعداء هي فرح العدو ببلية تنزل به.
وأخيراً؛ فإنّ أشد ما نجده من بلاءٍ -في عصرنا هذا- انتشار ظاهرة الشماتة على صفحات الشبكة العنكبوتيّة، يقوم كثيرون بنشر الفضائح، وتتبّع عورات النّاس، والحديث عن سقطاتهم وعيوبهم ومثالبهم، وإظهار الشماتة بهم، لا تخلو الكثير من الصفحات من هذه الشماتة الظاهرة أو المبطنّة، تشمل أفراداً وأقواماً ودولاً، انصرف النّاس إلى تتبّع عورات الآخرين، والحديث عن مساوئهم، وأصبحت - للأسف - الشبكة العنكبوتيّة وسيلة لنشر الفضائح والضغائن والأحقاد، حتى يأتي ذلك اليوم الذي سيقولون فيه: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} (المدثر:45)، يصفون حالهم -في ذلك اليوم الموعود- بأنّهم كانوا يعيشون حالة من الاستهتار، يأخذون الأمور مأخذ الهزل واللعب والخوض بلا مبالاة ولا اهتمام.. يظنونه مستنقعاً للدُعَابَة والعَبَث واللَهْو والمَرَح!