سهم بن ضاوي الدعجاني
كما نعرف أن «ثقافة الابتكار» هي العقلية الجماعية والقيم والمعتقدات والممارسات التي تعزِّز وتدعم الابتكار، إنها -باختصار- بيئة يتم فيها تشجيع الإبداع والتجريب على كافة المستويات حسب NICK JAIN الرئيس التنفيذي لشركة IDEASCALE، وهذا ما يمارسه منتدى الصحة والأمن في الحج بشكل سنوي وفي نسخته الثانية تحديداً يواصل تعزيز التكامل بين الجهات الصحية والأمنية في موسم الحج من خلال تبادل الخبرات، وطرح حلول لإدارة الكوارث والأزمات الصحية والأمنية في الحج من خلال تبني حلول ذكية مبتكرة، وتطوير كفاءات العاملين في هذا المجال من خلال صناعة بيئة الابتكار الرقمي، فالعام الماضي وحسب موقع وزارة الداخلية قرأت عن هذا المنتدى: «... ويهدف المنتدى إلى تشجيع وتعزيز الابتكار في مجال الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتنسيق جهود الفرق التنفيذية قبل موسم الحج بوقت كاف ورفع جاهزيتها، ويشتمل على هاكاثون ومحاضرات علمية وورش عمل تدريبية». ومن خلال متابعتي الشخصية وجدت أن هذا المنتدى ضمن الأنشطة والبرامج السنوية للحج التي تنفذها الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية لنشر ثقافة الابتكار، من خلال مناقشة موضوعات طبية متعددة حول صحة وسلامة ضيوف بيت الله الحرام، ورجال الأمن المشاركين خلال موسم الحج، ولا شك أن «حجر الزاوية» من وجهة نظري في هذا المنتدى عبر نسختيه الأولى والثانية هو «الهاكاثون» وهو المدخل الرئيس لثقافة الابتكار، إنه الأسلوب العصري الذي يمنح المبدع، دوره وقيمته الابتكارية في المساهمة بإبداعه لبناء مشاريع الوطن، لذا ركّز المنتدى في النسخة الأولى على ثلاثة مسارات في سياق الابتكار: ابتكار تطبيقات ذكية لإدارة الحشود والرعاية الصحية، تصميم نماذج للبنية التحتية تدعم الصحة والسلامة لأجل الأمن والحاج، تطوير أنظمة ذكية للكشف المبكر عن الأمراض والاستجابة للأوبئة.
السؤال الحلم كيف بعد أيام من نشر تقرير إنجازاتنا نقول: مع كل الذي أنجزناه لليوم.. ما زال طموحنا أبعد؟ نعم هذا هو طموح السعودي في عصر الرؤية المتجددة. لذا جاء منتدى الصحة والأمن في الحج في نسخته الثانية لهذا العام مساهمة فعَّالة من الخدمات الطبية بوزارة الداخلية للاستمرار في هذا النهج « لنقول للعالم: ما زال طموحنا أبعد! لذا نجد أن من أبرز التقنيات الحديثة التي جرى تطبيقها هذا العام خدمة لضيوف الرحمن، جهاز الكاونتر المتنقّل، وهو جهاز متطور يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية المبتكرة لتعزيز جودة الخدمة المقدمة للمستفيدين، إذ يُستخدم لإنهاء إجراءات دخول الحجاج ميدانياً دون الحاجة إلى وقوفهم أمام الكاونتر لم يتوقف الأمر عند هذا، بل للتواصل مع الحجاج من مختلف الجنسيات واللغات والثقافات، تم استخدام جهاز ترجمة ذكي يضم أكثر من (138) لغة، يُستخدم بشكل فعَّال في المنافذ والمطارات الدولية لإنهاء الإجراءات بسرعة وكفاءة عالية.
وأخيراً أصبحت المملكة تتعامل خلال موسم الحج مع ملايين الحجاج القادمين من مختلف دول العالم بلغات وثقافات متعدِّدة، عبر منظومة عمل تقنية متكاملة تضمن انسيابية الحركة ودقة الإجراءات وسرعة الإنجاز، وقابلة للحوكمة من أجل التطوير والتحسين في المستقبل لضمان جودة الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن بشكل مستدام، والسر في ذلك هو اعتماد أساليب التطوير والتحسين القائمة على «ثقافة الهاكاثون» التي تمتص رحيق العقول الطامحة للتفوق والإنجاز، لضمان استمرار خط الإنتاج لمنجزات ابتكارية تقنية تنافسية تتناغم مع مبادرة طريق مكة، التي توفر للحجاج أعلى مستوى من الخدمة والراحة في رحلتهم، من خلال تمكينهم من استكمال إجراءات دخولهم إلى المملكة من مطارات بلدانهم ونقلهم مباشرة إلى أماكن إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي أُطلقت في عام 2019، بشكلها الكامل، لُتحدث تغييرًا جذرياً في إثراء تجربة حجاج بيت الله العتيق.