راشد الزهراني
في كل عام من مواسم الحج والعمرة.. نشاهد تضافر جهود الجهات الحكومية المعنية بالحج كلا حسب اختصاصه ومسؤلياته، وعلى رأس هذه الجهات وزارة الداخلية ممثلة بكافة رجال الأمن بمختلف قطاعاتها ووزارة الحج والعمرة.. وقبل دخول الموسم تبدأ هذه الجهات بعمل الخطط وتوزيع المهام والمسؤوليات.. إلا أن الأزمة في من يرتكبون المخالفات رغم ما وضعته الجهات الحكومية من عقوبات صارمه والتفتيش الشديد عند المنافذ.. لتجد العدد الغفير من اخواننا المقيمين متجاوزين لنظام الإقامة، ومنهم من يريد الحج بدون تصريح وقد يساعدهم على ذلك بعض المواطنين الجهلاء المتهاونين أو المتعاطفين معهم وبطرق غير مشروعة، ودون علم عما يحدث للحجاج الملتزمين بالنظام والذين سمحت لهم ظروفهم بفضل الله وقدرته بمنحهم فرصة العمر بالحج قاطعين آلاف الأميال من مسافات السفر تكبدوا عناء السفر طلباً للأجر والثواب ومنهم القوي والضعيف، الكهل والشاب، والشيخ الكبير المريض والصحيح.. فرحين بما وهبهم الله من فضله متأملين بروحانية وعبادة وإحساس بنعمة الله عليهم، ثم ما تقدمه حكومة المملكة وشعبها العظيم بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله من خدمات جليلة ورعاية واهتمام كبيرين لا مثيل لهما من أجل ضيوف الرحمن فلا تهاون مع أي مقصر أو مخالف، وان العقوبات صارمة ورادعة وغرامات مالية وسجن لكل من يرتكب أي مخالفة تعرقل نجاح الحج، سواء من المقيمين أو من المواطنين دون استثناء.
وقد رصدت الجهات المعنية أن هؤلاء المخالفين من المقيمين من يستغلون الحج للتجارة ومنهم من هدفه الحج لعدة مرات والافتراش على الطرقات، وآخرون قد يكون هدفهم افشال خطة الحج وأمورا أخرى.. وهؤلاء يتسببون في عرقلة نجاح الحج والخطط التي رسمتها الجهات الحكومية بكل حنكة وتفان.
كما خصصت حكومة خادم الحرمين الشريفين ميزانيات تجاوزت المليارات من الريالات من أجل حج ناجح والمحافظة على سلامة هؤلاء الحجاج، بل وسخرت أفواجا عديدة من رجال الأمن العام ووزارة الدفاع و وزارة الحرس الوطني وأكثر من ذلك من القطاعات الحكومية الحيوية انتشار أمنيا لا مثيل له في العالم، منذ دخول الحجاج الى وقت مغادرتهم.
وحتى تكون مكة المكرمة أكثر أمنا وأمانا ينبغي أن يكون لها طابع أمني يختلف عن باقي مدن المملكة، بأن يفعل دور إدارة الجوازات على مدار العام ودائما بحيث لا يدخل أي مقيم أو زائر إلى مكة المكرمة إلا أن يكون للجوازات علم بمقر سكنه وفترة إقامته وتحت متابعتها إلى أن تنتهي فترة إقامته، وإن تأخر تحذره برسالة نصية بالمغادرة وإن لم يستجب فتطبق عليه العقوبة المنصوص عليها في تعليمات الإقامة الموسمية أو الزيارة.
وبهذا تكون مكة المكرمة من أرقى دول العالم (أماناً)، وعلى مدار العام وليس فقط في مواسم الحج أو العمرة.. فمكة المكرمة يجب أن تفعل بتقنيات أمنية عالية الجودة عند الدخول إليها.