هيفاء صفوق
- في خضم التحديات التي تواجهها الأسرة وسرعة حركة عجلة الحياة في المفاهيم والتطلعات هناك قواعد ومبادئ وقيم أساسية تحتاجها الأسرة للثبات والاستقرار والمحافظة على بنيانها ثابتة وقوية ومنها الاحترام والحب والاحتواء بها تتماسك الأسرة مع بعضها ضد تحديات الحياة وتقلباتها من الاختلاف في الآراء أو الجوانب الفكرية أو بطريقة أسلوب عيش الحياة أو الاختلاف بين الأجيال بكل ما يحتويه من اختلاف.
- حينما تتمتع الأسرة بتلك القواعد والمبادئ تكون قادرة على سلامة العلاقة بين أفرادها وحينما يكون العكس ستفقد تلك العلاقة المتينة وستكون في مهب الريح التي تعصف بها من جانب وتكون مهددة بالانهيار.
- التحديات هي سمة الحياة والتغيُّرات موجودة في كل مراحل الحياة المهم في كيفية التعامل مع هذه التحديات ومع الأنماط المختلفة في الأسلوب والطريقة بين النمط القديم والجديد مع المحافظة على القيم والمبادئ التي تؤمن بها الأسرة.
- هناك رغبات وتطلعات يؤمن بها أفراد الأسرة قد تختلف عن بعضها وعن السابق هنا يبرز دور الوالدين في تفهم طبيعة المرحلة وطبيعة هذه الرغبات والتطلعات وقدرتهما على الاستماع للآراء الجديدة والمختلفة عنهما هذا يشعر الأبناء وباقي أفراد الأسرة بالارتياح والتقدير والاحترام لرغباتهم وتطلعاتهم الشخصية وهنا بالذات يكمن ذكاء الوالدين في توظيف عنصر الاحترام والاستماع ثم إفساح المجال للأبناء بالتعبير عن كل تطلعاتهم دون خوف أو كتمان وفتح باب الحوار والمناقشة حتى يصلا إلى نقطة اللقاء في تقريب وجهات النظر وتفهم طبيعة كليهما فيما يرغب دون المساس بالقيم والمبادئ التي تؤمن بها الأسرة.
- هنا تكون الأسرة في أمان وتكون هي الأمان والثقة لبقية أفراد الأسرة ويقطع الطريق لأي استغلال خارجي، عندما يجد الأبناء هذه البيئة الآمنة والمستقرة والمستوعبة لرغباتهم ويسودها الاحترام والاحتواء والحب سيزيدهم قوة وثقة في أنفسهم وفي أسرتهم أنها داعمة وراعية لهم مهما كان الاختلاف في نمط الفكر أو الاختلاف في أسلوب الحياة ويزيل عنهم الخوف أو التمرد أو العصيان أو حتى القطيعة والابتعاد.
- هذا لا يعني أن تتنازل الأسرة عن قيمها أو مبادئها ومسؤولياتها التي تؤمن بها لكن تذهب إلى الهدوء والتروي والتأني في ردات فعلها وبأسلوب جيد يتواكب مع العصر وتغيراته والاحتواء لهذا الجيل الذي قد يختلف عنها في عدة نواح، هنا ينمو الأبناء في جو صحي متوازن متفهم كيف يتحاور وكيف يناقش وكيف يحترم وجهات النظر المختلفة، بل سيصحح بعض المفاهيم الخاطئة بطريقة واعية خالية من التصادم والحدية بين الوالدين والأبناء وهذا يتطلب دراية عالية من الوالدين في كيفية إدارة هذا الاختلاف واستيعابه وإضافة خبرتهما الحيَّة للأبناء للاطلاع والاستفادة منها وليس الفرض، وهذا سينعكس على تقبل الأبناء وجهات النظر المختلفة بينهما ويعطي مساحة كبيرة من التفهم والاستفادة من تجربة الوالدين مما يعطي الجميع حقوقه الشخصية دون تصادم أو تنازل عن القيم والمبادئ الخاصة بالأسرة، ولا ننسى طبيعة الإنسان لا يحبذ طريقة الفرض والأمر بينما يتقبل ويقبل بالحوار والنقاش الذي يشعره أنه إنسان له رأيه الخاص ويشعره أيضاً باستقلاليته.
- عندما تكون الأسرة قادرة على هذا الفهم والإدراك في تعاملها مع أبنائها ستكسب كثيراً في الابتعاد عن الإخفاقات وبأقل الخسائر وستزيد العلاقة بينهما قوة وتفهم ومساندة ودعم وتكون قادرة على ترميم أي خلال.
- كما وضح الدكتور بوين في نظريته عن الصراع والقلق بين الأجيال، وعن أسباب الصراعات وانتقالها بين الأجيال بسبب سوء التواصل والعلاقات غير الجيدة، وفوضوية عدم رسم الحدود أو عدم وضوح الأدوار والمهام داخل الأسرة، كما وضح في كيفية التعامل مع ذلك من خلال توضيح أهمية الأسرة ودورها وفي كيفية رسم الحدود بين أفرادها، وتحديد الأدوار والمهام، وكيفية التواصل الفعَّال، وكيفية العلاقات الجيدة مما ينعكس على علاقة قوية ومتينة وفعَّالة بشكل جيد متزن بين أفراد الأسرة.
إضاءة
- هذا يجعلنا ندرك جميعاً أهمية الأسرة وما هو الدور المطلوب منها في المعرفة والوعي والإدراك الذي من خلاله تحمي أبناءها من أي تحديات أو منعطفات، أو الاختلافات الثقافة التي تحدث بين الأجيال والقدرة في التعامل معها.