سهوب بغدادي
يُقال «الرحلة أهم من الوجهة» فهل هذه المقولة صحيحة؟ نعم، إنّها تحمل معاني صحيحة، إلا أنّ المقولة الأصح هي «استمتع بالرحلة ريثما تصل إلى الوجهة»، فقد لا تكون الوجهة كما رسمت في مخيلتك عنها لسنين طويلة، إنّ الاستمتاع بالرحلة قد يكون هدفًا بحد ذاته، أيضًا، إنّ الاستمتاع بها يقابل الانتباه للوقت ومعرفة أهم ما تحمله في جنباتها من حكم وعبر وخبرات وأشخاص! فالرفقة الطيِّبة الهينة اللينة تضفي جمالاً على جمال تلك الرحلة، لذا ننتقي بعناية رفيق الدرب وأصحاب المواقف وذوي القلوب النقيَّة في حياتنا، لينيروا لنا عتمتنا والسبيل، فكل رحلة تنهيها تحمّلك وتجمّلك بمزايا وخواص لم تكن تتمتع بها من قبل، فبعض الرحلات تنتهي بمجرد الوصول، والبعض الآخر يمتد لما بعد الوصول ولا ينتهي، والمعايير شخصية وغير ثابتة وهنا يكمن جمالها، لذا تعد رحلتك مميزة وفريدة ومهيأة لك أنت وحدك، بغض النظر عن المطبات والعقبات والتوقف والانقطاع الذي قد يحل بتلك الرحلة، فمصير الرحلة الاكتمال، وإن لم تصل إلى الوجهة، أنت من يضع نهاية للرحلة، متى وأين، إنّ الرحلة تدور في فلكك وتتمحور حولك ورهن اختياراتك، إنّ «سر الرحلة في الطريق ليس في المنتهى» فأحسنوا اختيار الرفيق وأمعنوا الانتباه خلال السير.