أ.د.حمزة بن قبلان المزيني
نشرتْ دار «إم آي تي للنشر» MIT Press عام 2022م كتابًا صغير الحجم (130 صفحة من القطع الصغير) بعنوان The Secret of Words يتضمن حوارًا بين اللساني الأمريكي المعروف نعوم تشومسكي وتلميذه سابقًا الأستاذ الجامعي الإيطالي المعروف أندريا مورو. وهو إطلالة عامة مختصرة على أسس النظرية اللسانية التي شَرَعها تشومسكي في خمسينيات القرن العشرين وتطوراتها حتى الآن.
وظهرتْ «ترجمتان» لهذا الكتيب، الأولى عن دار «فواصل للنشر والتوزيع» السورية من عمل عدي جوني عام 2023م.
وكان مفاجئًا لي ظهور «ترجمة» ثانية للكتاب قام بها محمد عبد الكريم يوسف ونشرتْها «دار الأنوار» السورية من غير تاريخ، ولا يبدو أنها مأذونة. وكانت مجلة «الحوار المتمدن» المغربية نشرت «ترجمة» محمد عبد الكريم يوسف نفسها على ثلاث حلقات في ثلاثة أعداد متوالية عام 2022م.
وحصلتُ فيما بعد على «ترجمة» عدي جوني (وهي لا تتضمن تعريفًا بالمترجم)، وأرسل لي أحد الأصدقاء نسخة إليكترونية من «ترجمة» محمد يوسف.
وربما لاحظ القارئ الكريم أني وضعت كلمة ترجمة بين أقواس؛ والقصد من ذلك تبيين أن هاتين «الترجمتين» قصَّرتا قصورًا واضحًا في تأدية الكتاب باللغة العربية. ويَعرف القارئ الكريم مقولةَ «خيانة الترجمة»، لكن ما بين أيدينا هنا يتجاوز مفهوم «خيانة الترجمة» إلى أن يَكون عبثًا خالصًا.
وأولى الملاحظات على «الترجمتين» أن أيًّا من «المترجمَين» لم يَكتب مقدمة لـ «ترجمته»، ولم يزودها بملحق للمصطلحات التي وردت في الكتاب، ولم يشرحا المصطلحات المتخصصة فيه، ولم يعلقا إلا قليلاً على ما ورد فيه.
صحيح أن الكتاب الأصل لا يتضمن مقدمة ولا فهارسَ، وربما كان ذلك لأن الكتاب الأصل موجه لقراء يعرفون القضايا التي تكلم عنها تشومسكي ومورو فيه، مما يعني عدم الحاجة لمقدمة ولا لفهارس. أما القارئ العربي، ولاسيما غير المتخصص في اللسانيات، فبأمس الحاجة إلى من يَبسط له ما أجمله الكتاب وما غمض فيه وإلى تبيين ما تعنيه المصطلحات التقنية وتوضيح السياق الذي أطّر الحوار فيه.
وتتصل الملاحظة الثانية بعنوان الكتاب. فيوحي العنوان الأصل بأن موضوعه يتصل بمناقشة «الكلمات» مع أنه يخلو تمامًا من أي نقاش يتصل بها. وقد ترجم «المترجمان»، مع ذلك، العنوان ترجمة حرفية. أما العنوان الذي كان يجب أن يظهر على غلاف الكتاب فلا بد أن يُستقى مما ورد فيه عن الموضوع الحقيقي الذي يتناوله.
ويوضح مضمون الكتاب ما يقوله أندريا مورو (ص ص 69 - 70) عن العمليات التي تمثل الجزيء الحيوي الجوهري الضروري لتفتُّح ما استَخدم للتعبير عنه استعارةَ «بلُّورات الثلج»، «... التي نسميها الجُمل». ومعنى هذا أن موضوع الكتاب ليس «الكلمات» بل النظام الذي يسلك الكلمات في جُمَل. وهو ما يصطلح عليه بــ syntax الذي يُترجمه اللسانيون العرب المعاصرون بــ «التركيب». ومن هنا ربما تكون الترجمة الأكثر دقة لعنوان الكتاب: «أسرار الجُمَل»، أو «أسرار التركيب». بل ربما «أسرار اللغة».
والواضح أن أندريا مورو هو الذي صاغ العنوان استئناسًا بارتباط كلمة «الكلمة» بما ورد في الإنجيل عن تحوُّل «كلمة الرب» إلى «جسد» كما تمثل في «عيسى»، وهو ما عبر عنه مورو بقوله (ص 56): «ويبلغ اكتشاف هذا الرابط بين بنية اللغة والدماغ حدًّا بعيدًا من الثورية حتى ليُمكن أن يعبَّر عنه بأنه عكسٌ للمنظور التقليدي المعهود منذ ألفي عام بالوصول إلى النتيجة المفاجئة التي مفادها بأن «الجسد» هو الذي صار «كلمة»، لا العكس».
ولم يشر «المترجمان» بشيء إلى الرسمة البلُّورية على غلاف الكتاب كذلك. وهي رسمة لبلورة ثلجية يستخدمها تشومسكي دائمًا استعارةً للتعبير عن «إحكام اللغة واكتمال بنيتها نتيجة لعمل عدد قليل من المبادئ الفيزيائية». ومن ذلك قوله في كتابه (أيُّ نوع من المخلوقات نحن؟)، ترجمة حمزة المزيني: « ... مما يعني أن النظام [اللغوي] الذي نشأ يجب أن يَتَّبعَ قوانين الطبيعة وكفى، وهي قوانين الحوسبة الأمثل في هذه الحالة - بطريقة تشبه الطرق التي تتكون بها بلُّورات الثلج» -، وهذه إشارة إلى تَكوُّن بلورات الثلج بشكلها السداسي بقوانين فيزيائية لا تتنوع، وبهذا تشبه اللغةَ في خضوعها لقوانين فيزيائية تجعل منها شيئًا واحدًا على رغم الاختلافات الظاهرية بين تمثُّلاتها الفعلية.
ولا أريد هنا التوقف عند «ترجمة» محمد عبد الكريم يوسف لأنها لا تستحق إضاعة الوقت في تتبع سوءاتها، ويمكن لمثال واحد، غير لغوي، أن يكشف مستواها. ذلك هو «ترجمته» (ص 18) عبارة frictionless plane (ص 36، من الأصل) بـ«طائرة منزلقة»! وهي عبارة وردت في كلام تشومسكي عن إحدى تجارب جاليليو الفكرية المشهورة التي تتعلق بدحرجة كُرة على سطح مائل بغير احتكاك، وهي التجربة التي تتصل بما يسمى «قانون التسارُع» في الفيزياء. إذ «ترجم» كلمة plane التي تعني ، في كلام تشومسكي «سَطْح»، إلى «طائرة» لتشابه حروف الكلمتين! أما «ترجمته» لما يتصل باللسانيات في الكتاب فحدِّث ولا حرج!
أما «ترجمة» عدي جوني فيغلب عليها الترجمة الحرفية والخطأ في الترجمة التي تقلب المعنى أحيانًا. ولا أريد التوسع في عرض الأمثلة هنا، ويكفي إيراد نموذج منها وهو «ترجمته» ما ورد في (ص 18 من الأصل):
It’s worth noting that the rule based on rearranging the same words is nothing but an extention of a capacity that is typically used in many languages: take an affirmative sentence like America is beautiful; its corresponding iterogative sentence is Is America beautiful? In our impossible language, the corresponding rule would give Beautiful is America with the same meaning as the former interrogativ sentence but as conputed on a flat structure rather than on hierarchical one we find in actual english (P. 18).
فقد «ترجمها» كالتالي:
«من الجدير أن نلاحظ أن القاعدة التي تقوم على إعادة ترتيب الكلمات نفسها، هي امتداد للقابلية ذاتها التي تُستخدم عادة في لغات عديدة: خذ على سبيل المثال جملة توكيدية على شاكلة (America is beautiful)، في حين تكون نظيرتها في الاستفهام (Is America beautiful?) . في لغتنا المستحيلة، ستعطي القاعدة المتناظرة Beautiful is America مع المعنى ذاته كما هو في الجملة الاستفهامية السابقة لكن مع حسابها على أساس بنية مسطّحة كتلك التي نجدها في الإنكليزية الفعلية، وليـست هرمية تسلسلية».
ومع أن هذه «الترجمة» يمكن أن تؤدي المعنى بركاكة لكنها تحتاج إلى إدخال عبارات فيها ليتضح المعنى. وأهم من ذلك أنه «ترجم» آخر هذا النص خطأً قَلَب المعنى مما جعل بنية الجملة في الإنجليزية مسطحة، بعكس ما يقوله النص الأصل من كونها «هرمية»!
ولا أريد تتبع أخطاء هذه «الترجمة» الناجمة عن عدم معرفة عدي جوني بموضوع الكتاب، فهي كثيرة جدًّا.
ويمكن الإشارة إلى عمله فيما يتصل بالمصطلحات اللسانية الاصطلاحية التي يوردها من غير أن يبين
معناها للقارئ الذي لا يعرفها لجهله هو بها. ومنها:
الإزاحة، البناء في الموقع الأصلي، الحالة المجردة، الفئات، وغير ذلك كثير.
ويستعمل كلمة «شرح» في كثير من المواضع مع أن المقصود «التفسير»، وإن استعمل مصطلح «التفسير» في مواضع قليلة (ص 56، مثلاً).
وهو لا يستعمل المصطلحات التي يكاد يجمع اللسانيون العرب المعاصرون على استعمالها؛ والمؤكد أن ذلك بسبب جهله بها. ومن أمثلة ذلك استعماله مصطلحات: فقه اللغة، وعلم اللغة، واللغويات والألسنية ولغويين، بدلاً من اللسانيات واللسانيين.
واستعماله مصطلح «حساب» بدلاً من «الحوسبة»، ويستعمل «الحاسوبيات» أحيانًا (ص 37).
ويستعمل في «الترجمة» كلها مصطلح «النحو» ترجمة لـsyntax بدلاً من المصطلح المعهود «تركيب»، ويشوش هذا الفارقَ بين syntax ومصطلح Grammar الذي يضم أنظمة اللغة كلها، و»يترجم» syntax وGrammar أحيانًا بالقواعد. هذا على رغم أن الكتاب كله عن «التركيب» الذي مُيِّز في الكتاب الأصل بينه وبين «النحو».
ويستعمل مصطلح «الصائت» بدلاً من مصطلح «مجهور» (ص 49)، ومصطلح «متغيرات» لـparameters التي يصطلح اللسانيون العرب على ترجمته بـ«وسائط»، ومفرده «وسيط». و»يترجم» formal بـ«صوري» أحيانًا وبـ«شكلي» أحيانًا أخرى.. وغير ذلك كثير.
ويكفي أن أورد الفقرة التالية مثالاً ثانيًا من «ترجمته» للتدليل على عدم معرفته بالموضوع الذي «يترجمه»، وهو ما أدى به إلى أخطاء أخفت المعاني التخصصية المقصودة فيها (ص 100 من الأصل):
But experience is far from being an irrelevant factor in Chomsky’s view of language acquisition; the scaffolding of invariant principles and parameters of variation can in fact be regarded as the formal identification of a biologically determined grid designed to limit the effects of experience on language variation, with obvious far-ranging consequences for acquisition and evolution. This formal apparatus is what led to the construction of innovative systemic theories: one of the emblematic is the hypothesis that syntactic combination is always binary. This single hypothesis allowed for many analyses and theories that have no immediate precedent in linguistics, such as the derivation of phrase structure from a single axiom or the unified theory of phrase structure and syntactic movement.
فـ«يترجمها» عدي جوني كالتالي:
«بيد أن التجربة ليست عاملاً عَرَضياً في وجهة نظر تشومسكي في اكتساب اللغة: أي أن البناء التدرجي الصاعد (scaffolding) للمبادئ ومتغيِّرات التنوع يمكن أن يُعدّ في الواقع تعريفاً شكلياً لشبكة محددة بيولوجياً ومصمّمة للحد من تأثيرات التجربة على تنوع اللغة. مع عواقب بعيدة المدى على اكتساب اللغة وتطورها. هذا النظام الصوري هو ما ساعد على بناء نظريات نحوية تجديدية، ومن الأمثلة الرمزية على ذلك الفرضيةُ التي ترى أن الدمج النحوي (syntactic combination) دائماً ما يكون ثنائياً. أتاحت هذه الفرضية الوحيدة المجال أمام ظهور تحليلات ونظريات عديدة لم يكن لها سابقة مباشرة في علم اللغة، مثل اشتقاق بنية شبه جملة (phrase) من مبدأ واحد، أو النظرية الموحدة لبنية شبه الجملة والحركة النحوية» (ص ص 72 - 73).
وبيان الأخطاء المتعددة في «ترجمته» هذه الفقرة ما يلي:
1- «ترجمته» الحرفية كلمة scaffolding بـ«البناء التدرجي المتصاعد». صحيح أن معنى الكلمة المألوف هو ما يُسمى «السقالة، الصقالة» التي يستخدمها البناؤون ليصلوا إلى الأجزاء العليا من البناء. لكن معناها هنا لا يعني أن اكتساب الطفل للغة يتدرج من المبادئ إلى ما يسميه «متغيرات»، بل تعني أن اكتساب اللغة يتأسس على المبادئ الكُلِّية التي يسميها تشومسكي «النحو الكلي»، وتأخذ أشكالها النهائية بعد تعديلها بفعل ما يسميه تشومسكي parameters «الوسائط» حين يتعرض الطفل لنوع اللغة التي تُتحدث من حوله.
2- «ترجمته» identification بـ«تعريف»، وهي «ترجمة» حرفية تُغمض المعنى التقني للكلمة.
3- «ترجمته» كلمة consequences بـ«عواقب» وهذه كلمة لا تستعمل إلا في النتائج السلبية غالبًا! أما الترجمة الأَولى فهي «مُقْتَضَيات».
4- «ترجمته» كلمة evolution بـ«تطورها»، أي تطور اللغة. ذلك مع أن تشومسكي في الكتاب نفسه يقول إن اللغة «لا تتطور» بل «تتغير». ويتبين المعنى المقصود لكلمة evolution مما ورد في الفقرة السابقة على هذه الفقرة التي يتحدث فيها مورو عن التشابه بين عملية «التطور الأحيائي»evolution التي يمكن أن تؤثِّر العوامل البيئيةُ فيها على التصميم الأساسي المشترك للكائنات الحية وتغير من أشكالها الفعلية وبين عملية اكتساب اللغة التي يمكن أن تغيِّر فيها الوسائطُ المبادئَ الكلية لتجعل اللغات تأخذ أشكالاً مختلفة.
5- «ترجمته» لكلمة axiom بـ«مبدأ». وهذه «ترجمة» حرفية لـلكلمة بما تعنيه في علم «المنطق». أما استعمال مورو لها هنا فهو استعمال مجازي للتعبير عن المصطلح اللساني Node، الذي يترجمه اللسانيون العرب بـ«عُقْدَة» (المأخوذ من العقدة التي تكون في الشجرة وتنبت منها الأغصان). والمعنى المقصود بـ single axiom أن «التفريع» branching في التحليل التركيبي التوليدي الذي يبين «المُكوِّنات التركيبية» للجملة يجب أن يَكون من «عقدة مفرَدَة» في كل خطوة. ويمكن أن يمثل لهذا بالطريقة اللسانية الكلاسيكية لرسم المكونات التركيبية كالتالي:
فتتفرع مكونات الجملة من «عقدة مفردة» يرمز لها بحرف «ج»، ويتفرع هذا الرمز بصورة ثنائيّة. وهو كذلك في كل تفريع لاحق. ويمكن رسم مثال لهذا التفريع في التحليل التركيبي لجملة مثل:
«كتب زيد الرسالة»
وتبين هذه الشجرة أن «التفريع» في كل خطوة يكون من «عقدة مفردة» بصورة ثنائية؛ حيث تفرعت «ج» إلى فرعين، وتفرع «المكون الفعلي» إلى فرعين، وكذلك «المكون الاسمي».
6- «ترجمته» لمصطلح syntax بـ«النحو».
7- أخطاء «الترجمة المتعددة في العبارة التالية في آخر الفقرة: «... مثل اشتقاق بنية شبه جملة (phrase) من مبدأ واحد، أو النظرية الموحدة لبنية شبه الجملة والحركة النحوية».
ولا يعني مصطلح phrase structure «بنية شبه الجملة»، ويترجم اللسانيون العرب هذا المصطلح بـ «بنية مركَّبية». و»ترجمته» syntactic movement بـ«الحركة النحوية»، التي يترجمها اللسانيون العرب بـ«النَّقل التركيبي».
وهكذا نرى مدى ابتعاد «ترجمة» عدي جوني، في فقرة واحدة، عن تأدية هذا النص العلمي المتخصص. وينطبق هذا القصور على «ترجمته» كلها.
ترجمتي للفقرة نفسها:
«لكن هذا لا يعني بأي حال أنه لا صلة للتجربة باكتساب اللغة عند تشومسكي؛ إذ يمكن النظر إلى التفاعل بين المبادئ غير المتنوعة ووسائط التنوع [عند اكتساب الطفل للغة] على أنه التَّمَثُّل الصوري لشبكة محددة أحيائيًّا مصممة للحد من تأثيرات التجربة على التنوع اللغوي، مع ما لهذا من مقتضيات بعيدة المدى على اكتساب اللغة وعلى عملية التطور الأحيائي. وهذه الآلية الصورية هي ما أدى إلى صياغة نظريات تركيبية مبتكَرة؛ ويتمثل أحد الأمثلة النموذجية لهذه النظريات في الفرضية التي توجب أن يكون التفريع التركيبي ثنائيًّا دائمًا. كما سمحت هذه الفرضية وحدها بعدد كبير من التحليلات والنظريات التي لم يكن لها مثيل سابق مباشر في اللسانيات التي سبقت [اللسانيات التوليدية]، ومن [تلك التحليلات والنظريات] [نظرية] اشتقاق المكونات التركيبية من عقدة واحدة أو النظرية التي وحَّدت [تحليل] البنية التركيبية والنقل التركيبي.
ولا تقتصر «ترجمة» عدي جوني على القصور في ترجمة ما يتصل باللسانيات، بل تتجاوز ذلك إلى الخطأ والقصور في ترجمة مصطلحات علمية مهمة أخرى، ومنها مصطلح stem-mind ، stem-brain الذي «ترجمه» بـ «العقل الجذعي» أو «الدماغ الجذعي» (ص 43). ولم يبين معنى هذين المصطلحين الأحيائيين، وربما أوقعتْ «ترجمته» هذه القارئَ في الظن بأن هناك جزءًا من الدماغ يسمى «العقل (الدماغ) الجذعي».
أما المتخصصون في علم الأحياء فيَعرفون أن مصطلح stem-mind «الخلايا الجذعية» يُطلق على نوع مهم خاص من الخلايا التي يمكن أن تولِّد مزيدًا من الخلايا من نوعها هي. ويتبين من هذا أن مورو (ص ص55-56 من الأصل) لا يقصد بهذا «المصطلح» إلا المشابهة بين هذا النوع من الخلايا وحدود التنوع اللغوي الذي ربما يؤثر على الصورة الواحدة المشتركة للغات البشرية (النحو الكلي) التي يولد بها البشر. ويتبين استعمال مورو المجازي لهذا المصطلح الأحيائي مما قاله في كتبه وبحوثه المنشورة الأخرى التي عبَّر فيها عن هذه الفكرة بعبارة stem-cell – like أي «بما يُشبه الخلايا الجذعية» وهو ما يعني أن «النحو الكلي» يشبه الخلايا الجذعية في كونه الأساس الذي تتولد منه اللغات البشرية الفعلية.
وأخيرًا، ليست «ترجمتا» محمد يوسف وعدي جوني استثناء؛ إذ تعاني اللسانيات كثيرًا من مثل هذا العبث الذي يزيد القراء ابتعادًا عن قراءة الكتب المترجمة في هذا التخصص.