أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ تسارفوا: أسرفوا:
جاء في تفسير الطبري 12/ 174 ح 14037: «حدّثنا عمرو بن عليّ قال، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال، حدّثنا عاصم، عن أبي العالية في قوله: (وآتوا حقّه يومَ حصادِهِ ولا تُسرفوا)، قال: كانوا يعطون شيئًا سوى الزكاة، ثم تسارفوا، فأنزل الله: ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». وجاء الفعل (تسارفوا) في تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1399 وفي لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي 92.
قال محمود شاكر في الحاشية: «تسارفوا، أي بالغوا في الإسراف وتباروا فيه، وهذا من اشتقاق اللغة الذي لا تكاد تجده في المعاجم، فقيّده في مكانه».
2/ تمادّ الثوب وتُمُودّ:
تمادّ الشيءُ أو الثوبُ؛ أي؛ تمدّد، ووزنه تفاعل، ومنه قالت العرب: تُمُودّ الثوب، حكاه سيبويه، قال (في الكتاب 4/ 438): «قالوا: رادٌّ، وتُمُودَّ الثوبُ». ونقله ابن السراج (الأصول 3/ 410) وغيرهم، وهو مبني للجمهول، من تمادّ، قال الثمانيني (شرح التصريف 318): «وتُمُودَّ الثّوْبُ، والأصل: تَمادَّ»، قلت: ولم يرد هذا في المعاجم، لا المصغر ولا المكبّر، فليستدرك.
3/ اشتقط:
قال ابن جني (في المحتسب 2/ 151، 152): «قالوا: اضْتَقَطْتُ النوَى، فصحّت التاء، ولم تقلب طاء لوقوع الضاد قبلها، كما قلبت في اضطرب واضطمر؛ دلالة على أن الضاد فيها بدل من شين اشْتَقَطْتُ، فقد قالوهما جمعيا: اضْتَقَطْت، واشْتَقَطْتُ». وقال (في الخصائص 2/ 349): «فأما ما حكاه خلف - فيما أخبرنا به أبو علي - من قول بعضهم: التقطتُ النوى واشتقطته واضتقطته، فقد يجوز أن تكون الضاد بدلًا من الشين في اشتقطته».
قلت: هذه اللغة محكية عن ثقات، روها ابن جني شيخه أبي علي الفارسي عن خلف، ولم ترد في المعاجم، فلتسدرك.
4/ سَيْهُوب:
قال أبو علي الفارسي (في الحجة 3/ 14): «وقد أبدلت التاء من الواو إذا كانت مفردة أوّلا نحو تيقور من الوقار، فهذا فيعول، وليس بتَفْعُول كتَعْضُوض، ألا ترى كثرة فَيْعُول نحو سَيْهُوج، وسَيْهُوب، ودَيْقُوع»، وقال (في الحجة 4/ 228): «ويجوز أن يكون تَيْهُورة في الأصل: فَيْعُولا، مثل: سَيْهُوب وعَيْثُوم». قلت: لم يُفسّر معنى سَيْهُوب، وهو اسم رجل، جاء (في تبيين الحقايق للزيلعي الحنفي 4/ 50) قال: «قالَ الفقيه أبو اللّيث في شرح الجامع الصّغير سَمِعْت الفقيه أبا جعفر يقول: سَمِعْت الفقيه أبا القاسم أحمد بن حَمٍّ، قال: قال نَصْرُ بن يحيى سَمِعْت الحسن بن سَيْهُوبٍ، يقول: ....». (وينظر: فتح القدير للكمال بن الهمام الحنفي 6/ 424) ولم يرد في المعاجم فليستدرك.