منيرة أحمد الغامدي
عن الرواية التي كتبت القارئ والتي وجدها في زاوية مظلمة من مكتبة لا يرتادها أحد، رواية بدون عنوان، بلا غلاف لامع، ولا مؤلف معروف لكنّ شيئًا فيها جذبه وكأنها تناديه باسمه.
فتح الصفحة الأولى، فقرأ: «حين تبدأ هذه الرواية، تبدأ أنت بالانكشاف»، ظنّها خدعة أدبية، لعبة أسلوب جاذب، لكن الصفحة التالية كتبت له عن طفولته، عن تلك الليلة التي بكى فيها دون سبب، ثم عن سرّه الذي لم يقله حتى لصوته الداخلي، الصفحات لم تكن تحكي قصة، بل كانت تحكيه.
كلما تقدّم وقرأ، انكشفت طبقات نفسه، همهم هذه ليست قراءة، بل تشريح لكنه شعر بالرغبة في القراءة أكثر وأكثر، وفي الصفحة الخمسين، وجد اسمه كاملاً مع تاريخ ميلاده ومكانه وزاد خوفه ومعه رغبة جامحة في القراءة والاستمرار حتى وصل إلى الصفحة المئة، وجد عبارة: «الذين ينهون هذه الرواية لا يعودون كما كانوا»،
توقّف وأغلق الكتاب وسأل نفسه: هل أريد أن أعرف البقية؟ هل أحتمل؟ لكن الفضول كان أقوى من الخوف ففتح الصفحة الأخيرة فوجدها فارغة، هي ليست فعلياً فارغة، بل وجد وفي منتصفها سطراً وحيداً: «اكتب أنت الآن... من تكون».
حكمة فلسفية:
«اعرف نفسك»..
سقراط.