علي حسين (السعلي)
سأعبرُ بين خطي الفواصل والسطور وأضعُ الكلمات بالنقط حسب قراءتي لمشهدنا الثقافي مقارنة ومخرجات:
قبل الأندية الأدبية وبعد تحويلها إلى جمعية غير ربحية
ستة عشر نادياً قبل قرابة خمسين عاماً مضت ما لها وما عليها دعونا ما عليها وتلك الشماعة التي اتخذها بعض الأدباء ذريعة لفشل الأندية الأدبية مثل: طباعة كتب غير مفيدة أو ردّ بعضها بحجة محكّم أيديولوجي.
عدم وجود إعلان وإعلام كاف لفعاليات الأندية.
لا توجد مناشط لحضور الشباب وجذبهم.
ضخ أموال للأندية الأدبية والمخرجات غير المأمول.
وهكذا ومع ذلك نجد حراكاً ثقافياً داخل الأندية وخارجها على صفحات الجرائد؛ مما أدّى ذلك الى ترسيخ أن مشهدنا الثقافي يعيش فترة مهمة في دفع عجلة الثقافة للنمو، وكذلك هناك دوريات ومجلات في بعض الأندية متخصصة تطبع بشكل دوري أو نصف سنوي على الأقل مما ضخت مئات الدراسات والبحوث والنتاج الأدبي داخل دفتي هذه الدوريات وأصبحت مرجعاً لكل باحث وقارئ نهم، غير مئات الكتب التي طبعت ويتداولها المثقفون في كل فعالية أو نشاط في تلك الأندية، غير أن هناك مكتبات ضخمة بداخلها تعين المثقف والأديب على دراساته تشجيعاً على القراءة كذلك مشاركتها في معارض الكتب سنوياً في الرياض وجدة .. فرغم كل هذه الانتقادات التي وجّهت لتلك الأندية إلا أن هناك حراكاً ثقافياً وليس كل الأندية على كل حال تحمل ذاك الهم الثقافي والأدبي، لكن أغلبها سجّل علامة فارقة في مشهدنا الثقافي كنادي جدة الأدبي والباحة على وجه التحديد.
فيما بعد تحويل الأندية إلى جمعيات غير ربحية
الحقيقة لا يكاد يذكر سوى جمعية أدبي الطائف بطباعة كتبٍ في حقل واحد فقط لرواد المسرح في المملكة، ولا زلنا ننتظر دور البقية من جمعيات النوادي الأدبية الستة عشر ناديا.
الشريك الأدبي والمقاهي الأدبية
بعد مضي خمس سنوات من إطلاق هيئة الأدب والنشر مشروع الشريك الأدبي من خلال المقاهي والصالونات الثقافية بفئاتها الثلاث بـ ألف، وباء وجيم الأبجدية وقبل أسبوعين تقريباً قضت كل المقاهي الثمانين تجربتها في نسختها الخامسة ثم ماذا بعد، سنعرض الآن أهم إنجازاتها عطفاً على وجود الأندية الأدبية بعد تحويلها إلى جهة غير ربحية:
الأسماء المشاركة مكررة وقلما تجد اسماً لم يتداول في أغلب المقاهي الثقافية إلى أقصى الشمال رياضاً وتبوكاً وجوفاً إلى أقصى الجنوب باحة ونجراناً وعلى طرفيها شرقاً دماماً وأحساء إلى غرباً مكة وجدة، وهذا ما تكرر من بعض الأدباء يشتكون في الأندية الأدبية وحين نركز مجهرنا لأهم هدف وهو الشباب منه وإليه لا نجدهم في تلك المقاهي الأدبية منها والثقافية إلا القليل والقليل كثير.
الموضوعات والفعاليات الثقافية
للأسف في أغلبها صفر مكرر قد تداولتها الأندية مناشط وتميز نموذج كمنتدى عبقر الشعري بنادي أدبي جدة وغيره.. وللإنصاف هناك صالون مهره الثقافي بجدة خرج عن القاعدة باختيار سعد البازعي وهناء حجازي وعبده خال بمواضيع جذابة وشيقة مع مقهى ميرا الثقافي ببيشة وكذا مقهى بالرياض والشرقية، أما الباحة فعلى حسب متابعتي بعد مقهى تويلفي الذي اختفت حتى لوحاته ومقره ومكانه لم أعد أسمع بغيره إلا بيضة ديك!
مكتبة للقراءة لينهل منها الشباب
للأسف أمست أغلب المقاهي الثقافية مجردة من مسمى مكتبة كمكتبات الأندية الأدبية سوى من بضعة كتب تكمل زينة المقاهي، وجلّها ليس له علاقة بالمنتج السعودي الأدبي والثقافي.
المخرجات بعد خمس سنوات من إطلاقها!
أترك الحكم لكم
مع إيماني الكبير بأن تجربة الشريك الأدبي ناجحة وفق الأهداف والمخطط لها من قبل المبدعين في هيئة الأدب والنشر والترجمة مشكورة.
سطر وفاصلة
وبشكل عام الجهد كبير من قبل الكثير من المقاهي، ولكن في المقابل بعض المقاهي ينقصها الوهج برأيي لافتقار الخبرة عند منظميها وعدم معرفتهم الجيدة بالحقل الثقافي وبأهم الأسماء وأقوى القضايا وأبرز الموضوعات وعدم قدرتهم على الابتكار والتجديد فيما يقدمون.