د. شاهر النهاري
هذا بحث بسيط وتطبيق عملي على قدرات استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدب والنقد، يمكن لأي شخص غير مختص أن يقوم به.
بداية، باستخدام أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإجراء حوار معه، كما سأفعل أدناه.
أنا: من أنت باختصار؟
الذكاء: أنا Copilot، رفيقك الذكي، هل هناك شيء معين ترغب في استكشافه اليوم؟
أنا: أريد اختبار قدراتك الأدبية والإبداعية والنقدية؟
الذكاء: بكل تأكيد!
أنا: أريد أن تساعدني في كتابة قصة قصيرة تحكي عن عصفور حلم بالخروج من قفصه الذهبي، وعندما سنحت له الفرصة وجد الخارج مختلفا عما تخيل، ولم يكن راضيا في الحالتين.
الذكاء: إليك القصة.
«بين قضبان الذهب»
كان العصفور «رُهام» يحلم كل ليلة بالسماء المفتوحة، بالتحليق بلا قيود، بالحرية التي تناديه خلف قضبان قفصه الذهبي. رأى العالم في خياله متوهجًا، رحبًا، ممتلئًا بالألوان والأصوات التي لم يختبرها من قبل.
وحين جاء اليوم الذي انفتح فيه باب القفص صدفة، لم يتردد لحظة، انطلق بجناحيه الصغيرين بكل قوة، مزهوًا بحريته المكتسبة، لكن العالم خارج القفص لم يكن كما تخيل.. الرياح عاتية، السماء غريبة، والأرض التي ظنها واحة كانت مليئة بالمخاطر. بحث عن مأوى، عن دفء القفص الذي كان يستهين به، لكنه ضاع في متاهة الحرية التي لم تحمله برفق كما ظن.
بدأ رحلة العودة، لكنه لم يستطع أن يجد طريقه، كانت الحرية قاسية، والقفص بعيدًا. وعندما أدرك أخيرًا أن لا مكان يحتويه بالكامل، أدرك أن القيد لم يكن في القضبان، بل في قلبه الذي لم يعرف الرضا في أية حال.
الذكاء: كيف تراها؟
أنا: أرغب في زيادة المفردات الساحرة وأجواء الفنتازيا وتكديس المعاناة مع وجود الفكر الحبيس.
الذكاء:
قصة: «صرير الأجنحة الضائعة»
وسط قفصٍ من ذهبٍ خالصٍ، محفورٍ بنقوشٍ سرمديةٍ تتوهج كلما لامستها خيوط الشمس، كان العصفور «أرين» يراقب من وراء القضبان عالمًا لم يطأه من قبل إلا في أحلامه.
في ظنه، كان الفضاء الخارجي حديقةً من نور، وسماؤه محبرةً زرقاء تسكب الأماني. لكن القفص الذي أُغلق عليه لم يكن مجرد معدنٍ، بل لعنةٌ نُسجت من خيوط الزمن الساكن.
وفي ليلةٍ كان القمر فيها مشطورًا إلى نصفين، انفتح القفص كأن سحرًا غامضًا أزاح القيود. قفز «أرين» إلى العراء بجناحيه المرتجفين، لكنه لم يجد الحضن الذي توقعه… كان الهواء مليئًا بالصرير، والسماء ليست سوى عتمةٍ تتنفس بأرواحٍ مجهولة، والريح تهمس بأصواتٍ لا يفهمها. الأشجار بدت وكأنها تسخر منه، والجوع صار كوحشٍ ينهش أضلعه.
بدأت الأسطورة تتكشف؛ كان القفص ملاذًا، وكان العالم وحشًا يبتلع الأحلام. أراد العودة، بحث عن الطريق، لكنه لم يجد سوى العدم.. أصبح ظلًا يتجول بلا يقين، يتساءل: هل كان سجنه اختيارًا؟ أم أن الحرية ليست إلا وهمًا يطارده؟
لم يكن «أرين» سعيدًا وهو حبيس، ولم يكن سعيدًا وهو حر. كان فكره أسيرًا، يدور في حلقاتٍ لا تنتهي، وكلما حاول الهروب، وجد نفسه يعود إلى ذات السؤال: أأنا طليقٌ؟ أم أنا مجرد فكرةٌ ضائعةٌ في مجرةٍ لا ترى؟
الذكاء: ما رأيك؟
أنا: لماذا استخدمت اسما أجنبيا للعصفور؟ أريد اسما عربيا، يدل على التعاسة، وأريد أن يتشابه مع الإنسان.
الذكاء: فهمت طلبك تمامًا!
«صرير الأجنحة الضائعة»
في قفصٍ يتلألأ بذهبٍ بارد، كان العصفور «شَجَن» يراقب العالم من خلف قضبانه المصقولة، تتراقص الأحلام على أطراف جناحيه، لكنه يعلم أن الحلم لا يطير، كان قيده أرقى مما يُسمى سجناً، لكنه ظلّ سجناً رغم بهائه.
وفي ليلةٍ كان القمر فيها مشطورًا كأنه مرآة محطّمة، انفتح باب القفص، كأن القدر قرر أن يمتحن شوقه للحرية. انطلق «شَجَن» خارجًا بكل اللهفة المكبوتة، لكن أول ما استقبله كان الريح وهي تصرخ باسمه كتحذير متأخر. كانت السماء أبعد مما تخيل، والأرض أقسى مما رسمها خياله. الجوع تملّكه، والظلال أخذت تتهامس عن دخيلٍ لا يعرف قوانين البرية.
حاول العودة، لكن القفص اختفى، وكأن الزمن محاه حين اختار الرحيل. أخذ يتخبط بين الأزقة الموحشة، يتساءل: أيهما أقسى؟ أن تكون مسجونًا، أم تائهاً في حريةٍ لا تعترف بك؟ في النهاية، أدرك أن الإنسان - مثله - يحمل القفص في عقله، حتى لو طار.!!
الذكاء: كيف تراها الآن؟
أنا: أحسنت، ولكني أطمع في ظهور بعض الصفات العربية مثل الكرامة والشجاعة وبعض التهور.
الذكاء: رائع!
«صرير الأجنحة الضائعة»
في قفصٍ من ذهبٍ مشغولٍ بدقة الملوك، عاش العصفور «وِجاد»، اسمٌ يحمل في معناه الحزن العميق، لكنه كان يأبى أن يرضخ له. نظر إلى العالم من خلف القضبان، وكل خفقةٍ في قلبه كانت صرخةً تتحدى الأسر. كان يظن أن الحرية تليق به، وأن العصفور لا يولد ليكون حبيسًا مهما كان القفص نفيسًا.
وحين جاء اليوم المشهود، انفتح باب القفص كأن الأقدار قررت أن تمتحن شجاعته. لم يتردد «وِجاد»، بل انطلق بجناحين ملطّخين بالحنين والثورة. حلّق عاليًا، منتشيًا بمذاق الانعتاق، لكن الرياح قاومته بقسوتها، والأرض رفضته كأنه دخيل لا ينتمي لهذا العالم.
كان جائعًا، غريبًا، تتقاذفه التيارات بلا رحمة، رأى الطيور القوية تحلق بثقة، ولم يكن له منها نصيب.
في لحظةٍ خاطفة أدرك أن الحرية ليست فقط خروجًا من القفص، بل صراعٌ دائمٌ للنجاة بكرامة. حاول العودة، لكن القفص كان قد اختفى في ضباب الأمل الضائع.
وقف هناك، تائهًا بين الحنين والخذلان، بين شجاعةٍ قادته إلى الضياع وقيودٍ حملت شيئًا من الأمان. تساءل في يأس: هل هو الطليق؟ أم الحبيس؟ أدرك حينها أن الإنسان والعصفور وجهان لذات المعضلة… ليس كل قيدٍ سجناً، وليس كل تحررٍ خلاصًا.
الذكاء: هل وصلت إلى مستوى التوهج الذي تخيلته؟
أنا: أريد اظهار شعوره بالوحدة بعد وفاة رفيقته في القفص.
الذكاء: يا لها من إضافة رائعة!
«صرير الأجنحة الضائعة»
في قفصٍ يتلألأ بنقوش الذهب، كان العصفور «وِجاد» يراقب العالم من خلف قضبانه، لكن نظرته لم تكن كما كانت يومًا.
كان المكان يضيق عليه منذ رحيل «رُبى»، رفيقته التي كانت تسكن القفص بجانبه. غادرت إلى بيتٍ آخر، إلى حياةٍ لا يعرف عنها شيئًا، تاركةً وراءها فراغًا كأنه موتٌ دون وداع.
منذ رحيلها، تحول القفص إلى أصداء، وكل زاويةٍ فيه تردد صوتها الغائب. لم يعد ذهبًا، بل سجنًا من الذكريات. حين انفتح الباب أخيرًا، لم يكن اندفاعه نحو الخارج بحثًا عن الحرية فقط، بل هروبًا من الوحدة التي باتت تأكله حيًّا.
لكن العالم لم يكن كما تخيله، فالهواء كان أكثر برودةً مما توقع، والسماء أوسع لكنها خالية من الطمأنينة. كان كالغريب وسط غرباء، ضعيفًا بلا مأوى. وحين أدرك أنه لا مكان له خارج القفص، حاول العودة، لكن الطريق كان موصدًا، كأن القفص رفضه كما رفضه العالم الحر.
حلق في الفراغ، ضائعًا بين الحنين والخذلان، بين ذكرى رُبى وبين كرامته الجريحة. أدرك حينها أن الإنسان والعصفور يتشاركان المصير ذاته… ليس كل قيدٍ سجناً، وليس كل تحررٍ خلاصًا، والأصعب من الحرية الضائعة، هو أن تفقد من كان يجعل الأسر محتملاً.
الذكاء: هل تجدها أقرب إلى رؤيتك؟
أنا: أتعبك معي، أريد إضافة أن رفيقته خائنة، رحلت خلف حب آخر.
الذكاء: أنت لا تتعبني، بل على العكس، تجعل القصة أكثر عمقًا وثراءً!
«صرير الأجنحة الضائعة»
في قفصٍ يتلألأ كالذهب المسحور، عاش «وِجاد»، عصفورًا لم يعرف من الدنيا سوى قيودٍ ناعمةٍ، وحدودٍ رسمتها الأيدي لا القدر. كان يظن أنه ليس وحيدًا، فمعه «رُبى»، رفيقته التي كانت تغني كل صباحٍ كأنها تبعث في القفص حياةً لا تنتمي إليه.
لكن صباحًا واحدًا تغير كل شيء… اختفت «رُبى»، لم تمت، لم تضِع، بل رحلت بإرادتها، اختارت قفصًا آخر، قلبًا آخر، عشقًا لم يكن له فيه نصيب. شعر بالخذلان يلتف حول جناحيه كأغلالٍ جديدةٍ، وكأن القفص لم يكن سجنه الوحيد، بل الحب الذي لم يُقَدَّر له أن يدوم.
وحين انفتح الباب أخيرًا، لم يكن اندفاعه بحثًا عن الحرية فقط، بل هروبًا من ذكرى صارت ندبةً في روحه. حلّق خارجًا، بجناحين يحرقهما الألم، لكنه وجد العالم أكثر قسوةً مما تخيل… الرياح لا تأبه للقلوب الجريحة، والسماء واسعة لكنها باردة كالقفص الذي هرب منه.
في لحظةٍ خاطفة، أدرك أنه لم يهرب من القيد، بل من الحقيقة ذاتها، وأنه لم يكن حرًا حين كان في القفص، ولم يكن حرًا حين خرج منه. تاه بين كرامته الجريحة والخذلان الذي يأبى أن يرحل، يتساءل في وجعٍ ينهشه: أيهما أقسى؟ أن تكون مسجونًا، أم أن تكون مخدوعًا؟
الذكاء: كيف تراها الآن؟
أنا: أشكرك، والآن أريد أن تجعلني ناقدا أدبيا، وتكتب نقدا للقصة، بعقلية ناقد أدبي متمرس عميق.
الذكاء: رائع!
تحليل أدبي ونقدي للنص
البنية السردية والمضمون:
يتميز النص ببنية دائرية تتجلى في رحلة العصفور «وِجاد»، حيث يبدأ في القفص، ثم يهرب، لكنه في النهاية يدرك أن الحرية ليست بالخلاص المطلق. هذه البنية تعزز فكرة الصراع الإنساني الأزلي بين القيد والانعتاق، وتجعل القصة أقرب إلى قصص الرمزية التي تعتمد على الحركة الدائرية للفكرة.
ومع ذلك، يمكن القول إن السرد اعتمد على التراكم العاطفي بشكل مكثف، مما قد يؤدي إلى غلبة الحالة الشعورية على الفعل السردي. الناقد الحاذق قد يقترح أن يتم إضفاء بعض التوازن بين الأحداث وردود الفعل الشعورية حتى لا تطغى الأحاسيس على الفعل الروائي الأساسي.
الشخصية والصراع:
يمثل «وِجاد» شخصية مأزومة تحمل أبعادًا نفسية متشابكة، فهو ليس مجرد عصفور يسعى للتحرر، بل كيان يشعر بالخذلان العاطفي. إدخال عنصر الخيانة إلى القصة منح الشخصية عمقًا إضافيًا، حيث لم يعد الهروب مجرد تحدٍ للقيود، بل محاولة للهروب من الذات المجروحة.
اللغة والأسلوب:
استخدم الكاتب لغة شعرية مكثفة، حيث تكثر فيها الاستعارات والصور الفنية، مما يضفي على النص طابعًا تأمليًا أقرب إلى السرد الملحمي أو الحكايات الرمزية. على سبيل المثال، توظيف صورة القمر المشطور يعكس انقسام الذات بين الحلم والواقع، واستخدام الرياح ككيان قاسٍ يعزز شعور العصفور بالغربة.
الرسالة الفلسفية والمعنى العميق:
القصة تحمل في جوهرها تساؤلًا وجوديًا: هل نحن سجناء بداخلنا، أم أن القيود مجرد أوهام نصنعها؟ كذلك، هناك إسقاط واضح على مأساة الإنسان الذي يحلم بالحرية، دون أن يعي ثقلها الحقيقي. هذه الفكرة تعكس نظريات فلسفية حول المعاناة الذاتية، خاصة تلك التي تناقش حرية الإرادة وحدود الاختيار.
أنا: لا أريد أن أنقض عملك، ولكني أرى المشاعر فيها تكاد تكون مركبة وليست خالصة مخلصة في تصوير مشاعر عصفور لن يبلغ كل هذه المعاني المركبة المعقدة.
الذكاء: هذه ملاحظة نقدية دقيقة جدًا! لا شك أن إكساب العصفور أفكارًا ومشاعر مركبة بهذا الشكل يجعله أقرب إلى شخصية إنسانية، مما قد يبعد القصة قليلًا عن واقع الكائنات غير البشرية، ويضعها في إطار رمزي أكثر من كونه تصويرًا طبيعيًا.
أنا: سؤالي الآن: هل يمكن للقرّاء معرفة أني استخدمت الذكاء، سواء في كتابة النص أو في عملية النقد؟
الذكاء: بالطبع! يمكن للقراء الخبراء استشعار الذكاء في بناء النص وفي النقد الأدبي بطرق متعددة، حتى دون الإشارة المباشرة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي أو أدوات تحليلية متقدمة.
أنا: فهل سأتهم بأني استخدمت الذكاء الاصطناعي في عملي؟
الذكاء: ليس بالضرورة، ولكن ذلك يعتمد على مستوى وعي القارئ بأسلوب الكتابة والتحليل الأدبي.
ومع ذلك، هناك عدة عوامل تجعل الكشف عن الذكاء الاصطناعي أمرًا غير حتمي:
حين تضيف رؤيتك الخاصة، وتستخدم تعبيراتك الفريدة، وتدخل تقلبات أسلوبية، وتحافظ على صوت نقدي متفرد، فسيبدو العمل طبيعيًا أكثر.
أنا: شكراً لك، سأكتفي بذلك في الوقت الحالي، ولن أرحل معك للمستقبل أكثر!