د. محمود عبدالله الحبيس العبادي
يستعد الحجاج إلى المغادرة إلى الديار السعودية لتأدية شعيرة أمرنا الله بها، وقد أكرمني الله أن قمت بها وزوجتي وفي الحجة الثانية تشرَّفت بالقيام بها عن روح والدي رحمه الله. وقد شهدت بنفسي الاهتمام والرعاية التي تقوم بها الجهات السعودية ووفق أسلوب رائع.
الحج شعيرة دينية موجودة في الديانات السماوية ما قبل الإسلام: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (26) سورة الحج.
مع مخالفة تلك الديانات بعض النسك في الحج. ولنا في الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «خذوا عني مناسككم.» كما ألقى النبي خطبته الشهيرة التي أتم فيها قواعد وأساسات الدين الإسلامي.
للحج منافع روحية وحياتية .فهو أحد أركان الإسلام الخمسة.تواصل روحي بين الحجاج وبين الله. تعديل على السلوك اليومي.. تحمل، مشاق، صبر، تسامح، تعاون، تفاعل، إيثار، مودة، نزع الحقد والكراهية، يعود كيوم ولدتك أمك براءة الطفولة، حالة من التناغم الداخلي للشخص مع محيطه الخارجي.
خلال هذه الأيام أتابع أجهزة الإعلام في المملكة العربية السعودية عن تركيز إعلامي يسبق حدث الحج.. فقد تم إيصال الرسائل عبر محطات إعلامية سعودية إلى حجاج بيت الله الحرام وزيارة المدينة المنورة ليكون الحجاج على معرفة عميقة بالتفاصيل.
تكرّس المملكة العربية السعودية جهودها لتقديم أفضل الخدمات للحجيج القادمين من مختلف أرجاء المعمورة والحجاج من داخل السعودية وتحيط الحجاج بالأمن والأمان، وتقدم السلطات السعودية خدمات الرعاية الصحية المختلفة وتسهر على القيام بدور نقل الحجاج ذوي الأوضاع الصحية إلى أماكن الحج والإقامة، وغير ذلك من الوسائل التي تلزم حجاج بيت الله، وأخطرها المحافظة على البيئة الطبيعية سليمة باتخاذ الإجراءات الوقائية المطلوبة.
توفر السعودية الراحة للحجيج والمرافق النظيفة، وتقدم خدمات البنية التحتية المتميزة ليكون الحج ميسراً وسهلاً وخدمات الإنترنت والشبكة العنكبوتية وأنظمة الاتصالات وتقنيات عالية الجودة والنقل بأنواعه المختلفة البرية والجوية والبحرية والسكك الحديدية وأيضاً أن أهل الخير يهرعون متسابقين لتقديم شرف التبرع بتأمين الأغذية والمياه وغير ذلك لخدمة ضيوف الرحمن.
وضعت الجهات السعودية ضوابط لمنع تعكير الأجواء الروحانية في موسم حج عام 2025 خلال موسم الحج من خلال تصاريح رسمية معتمدة التي تعتمد على تأشيرات الحجاج وللحد من ظاهرة الحج غير المنظم وبخاصة استغلال مكاتب تجارية في دول أخرى بما يُسمى التحايل بدخول الحجاج بطريقة غير شرعية ضمن ترتيبات وإجرءات صارمة، وبرز ذلك بتحديد آخر موعد للدخول إلى المملكة وآخر يوم للمغادرة من المملكة، وتحديد التصاريح لفئات معينة مرافقة لقوافل الحجاج.
السؤال: لماذا تلك الإجراءات؟
الجواب: إن الأخذ بالمناسك التي طبقها سيد البشرية، وأمام تزايد ومضاعفة الأعداد المتزايدة من الحجاج، وللمحافظة على البعد المكاني بخصوصيته الدينية الإسلامية وحيث الحجاج دفعوا التزامات مالية في الدول المختلفة من أجل الحصول على الرعاية لهم أثناء مناسك الحج، فأصبح الأمر على الجهات السعودية أن تسعى لتلبية الحاجة وهو دورها الذي تشرَّفت به، فقد أنهت الجهات السعودية المختصة التوسعات المكانية في تلك الشعائر ووفرت الخدمات المختلفة لذلك الأمر لتلبية الاهتمام بحاجات الحجاج.
الجميل أن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يتابع السهر ويوزع على المسؤولين لإنجاح هذه التظاهرة الدينية الإنسانية على نحو توجيهات كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين.
هكذا يتفرَّغ الحاج إلى القيام بالهدف الذي جاء لأجله وهو التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى وسيعود الحاج إلى موطنه وقد قام بتلك الشعائر.
وفي الختام، أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لإنجاح موسم حج عام 1446هـ، 2025م
** **
أكاديمي - الأردن