راشد الزهراني
في كل عام وفي موسم الحج يواجه المواطنين والمقيمين أزمة ذبح الأضاحي وما يتخلله من الزحام البشري الكثيف من القاصدين لمسالخ البلدية وتزداد معاناة الأمانات والبلديات في كافة مناطق ومحافظات المملكة مع المسالخ والمطابخ المخولة بذبح الأضاحي رغم ما تقوم به من إنجازات وحلول وتجهيزات واسعه إلا أن الأزمة مستمرة.. وقد تغلق المسالخ من شدة الزحام لذا تجد انتشار مهول من جزارين الغفلة المصطفين على لطرقات لتلقي الركبان وقد تجد الأغلبية منهم يجهلون بمشروعية الذبح الصحيحة باعتباره مشروع ربحي 200 % ولم يكن رأس ماله إلا سكين وساطور ليصبح جزارا والسعر يحدده العرض والطلب وقد يصل إلى 200 ريال للرأس الواحد.
وقد تنتقل الأزمة إلى الأراضي البيضاء وتشاهدها وقد امتلأت بالمسالخ العشوائية.. وما خفي يكون أعظم.
فمن وجهة نظري المتواضعه أرى أن تخصص الأمانة أو البلديات مواقع بين الأحياء بمساحة كافية تجهز كهناجر مؤقته ومزودة بكل ما يحتاجه الجزار من ماء وشنكار للتعليق وحاوية للنفايات مع توفر عدد من أطباء البيطرية لمراقبة صحة الأضاحي أو يستعينوا بطلبة من مختلف الجامعات الراغبين في التطوع أو برواتب لتقوم بتأجير هذه المواقع للجزاريين ممن يحملون الكرت الصحي ولديهم خبرة وبسعر رمزي كالبسطات الرمضانية ويكونوا تحت الأنظار.
كذلك أجرة الذبح يجب أن تكون موحدة بعيداً عن الاستغلالية وأن تشدد الرقابة على هؤلاء من متلقي الركبان المتواجدين على الطرقات أغلبهم جاهلون بالذبح، وقد تخرج الذبيحة والمضحي لا يعلم أو جاهل بذلك.
فأضحية العيد شعيرة يحرص العالم الإسلامي على القيام بها كل عام والاحتفاء بهذه السنة المؤكدة للقادرين عليها. ولقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِى مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إلى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أن يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه.
وقد يستغل تجار المواشي هذه الشعيرة برفع الأسعار إلى حد يعجز البعض من شرائها وهذا والله أعلم قد يأثم عندما يتسبب في عزوف الناس عن الأضحية، فحبذا لو يراعي ويرفع سعره إلى ما يسد أرباحه في كسب الحلال ليفوز في الدنيا والآخرة.
كما ينبغي على الجهات المعنية التأكد من وضع الأضحية وصلاحيتها للاستهلاك، وأن تكون حسب الشروط وسليمة خالية من الأمراض، وتكثيف عدد أطباء المسلخ والتنبيه عليهم بشدة وأن تضع الأمانات رقم موحد خاص لتلقي البلاغات فترة الأضاحي فقط هي أيام التشريق تستطيع الجهات المعنية أن تنهي الأزمة والقضاء على جزاري الغفلة.