د.عبدالعزيز بن سعود العمر
بداية، دعني عزيزي القارئ أوضح المقصود بمصطلح «مطرسة»، وهو مصطلح نحته بنفسي، إنه مفهوم/ مصطلح يجمع بين نزول رشة (مطر) وتعطل (المدرسة) وهو ما يمكن اختصاره في «مطرسة»
لا شيء يقلق التربويين هذه الأيام أكثر من تغيب الطلاب عن مدارسهم، وهنا اقترحت وزارة التعليم عدة حلول لمعالجة هذه المشكلة، ولعل أبرزها معاقبة ولي أمر الطالب.
في الغالب يغيب الطلاب لأسباب معقولة، مثل:
- أمراض مزمنة أو مشكلات نفسية.
- مشكلات ظروف عائلية غير مستقرة.
- التنمر بين الطلاب.
- الرهاب الاجتماعي.
- غياب الحافز للتعلم.
- مشكلة المواصلات للمدرسة.
- مشكلات الأسرة المالية.
لكن، لا يبدو لي أن ظاهرة غياب طلابنا مبررة بأي من الأسباب السابقة، تصور - مثلا - أن رشة مطر كافية لكي تمنع طلابنا من الذهاب إلى المدرسة، بل إن انخفاضا معقولا في درجة الحرارة كاف أيضا لكي تتوقف المدرسة، كما لو كان طالبنا زجاجا قابلا للكسر.
في الولايات المتحدة - مثلا- المناخ في منتهى الشدة والقساوة (صقيع وبرودة تحت الصفر وتساقط الثلوج ..الخ)، ومع ذلك كنت أشاهد الطلاب وهم يتوجهون إلى مدارسهم في أجواء مناخية عنيفة، وعندما تضطر المدرسة الأمريكية إلى التوقف في أي يوم تعمل جاهدة لتعويض طلابها ذلك اليوم المفقود.
إنني من هذا المنبر أتمنى على وزارة التعليم أن تستعين بمراكز البحوث والجامعات لدراسة ظاهرة تغيب الطلاب عن مدارسهم وتقديم حلول مقترحة لتلك الظاهرة.