عبد الله سليمان الطليان
أعني هنا بهذا العنوان الشخصية التي أنت معجب بها أو هي التي قريبة منك في داخل العائلة أو من الأصدقاء أو الجيران أو من أصحاب العمل وتجمعك بها علاقة دائمة أو متقطعة ذات مصالح نفعية واجتماعية وهي كثيرة بطبيعة الحال ومتعددة ومختلفة ينتابها مشاعر وعواطف تتضح مع الموقف والحدث ودرجة تفاعله تؤثّر فيه تربيتنا منذ الصغر وكذلك ثقافتنا الفكرية، ولو أخذنا بعضاً من هذه المواقف ونوعية العلاقة فيها في وقتنا لوجدناها ذات نزعة مادية بحتة.
لقد أصبح المال هو الأساس في الحب والتفضيل أنه عصب الحياة يقول الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وكيف يأتي أحياناً؟ يأتي في عصرنا عبر علاقات وتبادل مصالح نفعية شخصية التي صار وقودها الثناء والمدح الزائف الذي يبالغ في إسراف مفرط في الوصف في رجاحة العقل والحصافة والرصانة واللباقة والشكيمة.
ولكن عندما تندلع الخصومة أو مفارقة العمل والتقاعد أحياناً، فإن الشخصية المفضّلة تتحول إلى تمثال في متحف النسيان بعدما تحققت المصالح وانتهت الحاجة.
ويا ليت الأمر يتوقف عند النسيان ونكران الجميل، بل إنه الأمر يزداد سوءاً عندما تظل الخصومة مشتعلة لا تنطفئ تأخذ من أعمار المتخاصمين ردحاً من الزمن ويمكن أن يغادروا الدنيا وهي مشتعلة بدون حل ولعل أبرز هذه الخصومات هي قضية (الورث) التي تعج به الكثير من المحاكم في قصص بعض منها أوجدت العداء والكراهية والجفاء أدت إلى أعظم شيء في ديننا وهو قطاعة الرحم وتمزق الأسرة الواحدة وكل هذا يحدث بسبب المال.
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي نجد الكثير من هو في تمنى جارف للوصول إلى مكانة مشابه لمشهور لديه تخمة مالية ورفاهية طاغية جعل من هذا المشهور هو محور فكره وحديثه يثرثر عن بذخه وإسرافه الذي هو الشخصية المفضلة لديه. يقول الله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.