عثمان بن حمد أباالخيل
عنصران مهمان لجعل الحياة الزوجية سعيدة من بدايتها هما: العنصر الأول الاختبار الصحيح للزوج أو الزوج، والعنصر الآخر الفحص الطبي.. هناك عناصر أخرى لها أهميتها لكنها ليست بأهمية العنصرين المهمين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، متفق عليه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. هذان الحديثان هما الركيزة في اختيار الزوج أو الزوج.
الزواج الصحي حالة التوافق والانسجام بين الزوجين من النواحي الصحية والنفسية والبدنية والاجتماعية والشرعية؛ بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء. أما الفحص الطبي فهو إجراء فحص طبي للمقبلين على الزواج يتم من خلاله الكشف عن وجود الإصابة ببعض أمراض الدم الوراثية وهي فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وبعض الأمراض المعدية وهي الالتهاب الكبدي الفيروسي ب والالتهاب الكبد الفيروسي ج ونقص المناعة المكتسب (الإيدز). ليتم إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر أو للأبناء في المستقبل وعرض الخيارات والبدائل لمساعدة المقبلين على الزواج على التخطيط لأسرة سليمة صحيًّا. إذا كان الزواج صحياً فهذا يحمي أفراد الأسرة من الأمراض الوراثية أو المعدية. اختيار شريك الحياة أو شريكة الحياة من أصعب القرارات التي قد يوجهها الإنسان في حياته، إذ يُشكل هذا القرار مسار حياته المستقبلية في عصر كثرت فيه المفاهيم واختلطت فيه القيم، في الواقع الاختيار يتم بكل سهولة حسب ما ورد في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، هذا مبني على الدين والخلق. في الواقع البعض، والبعض الكثير أوجدوا معايير أخرى ربما تكون معايير تعجيزية وهذا ما يجعل أعداد العوانس من الفتيات والرجال أعداداً كبيرة. وصلت نسبة (العنوسة) بين السعوديات إلى (10 %)؛ وذلك بحسب مسح الهيئة العامة للإحصاء، الذي حدد بداية دخول النساء لتلك المرحلة بـ (32 عامًا)، وربما هذه النسبة تصل إلى 32 %. في عام 2023. أما الشباب ومن الفئة العمرية 25-34 سنة الذين لن يتزوجوا بلغت النسبة 75,6 %. المجتمع بحاجة إلى حملة تثقيف طويلة الأجل عن أهمية الزواج للفتيات والشباب وهدفة حصول السكن النفسي والمودة والرحمة كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).
عزوف الشباب والفتيات عن الزواج قضية مجتمع، قضية تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وطرح الحلول المناسبة التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع، المجتمع بحاجة إلى وضع هدف لتقليل النسب المئوية للعنوسة لدى الذكور والإناث. العنوسة ليست جنة غناءة، الحياة الزوجية السعيدة هي المودة والرحمة.
همسة
يندم الشاب وتندم الفتاة التي ترفع سقف معايير الزواج.