ماجد قاروب
تناولت سورة البقرة والقرآن بشكل عام مسؤولية الآباء في توفير الرزق والاعتناء بأبنائهم، فللأسف يعيش العديد من الأبناء في ظروف صعبة تتمثل في العنف الجسدي والمعنوي، على الرغم من أن الإسلام دين يُحث على العناية والمحافظة على حقوق الأبناء، ويُحمل الجميع مسؤولية تحقيق ذلك، ومن أهم الواجبات الأبوية هو محبتهم ورعايتهم.
فالإسلام يُكرس حق الحياة منذ اللحظة الأولى للحمل، ويُحذر من إجهاض الحمل خوفًا من الفقر، كما جاء في القرآن (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) الإسراء 31.
يُعتبر الابن نعمة يجب استقبالها بالفرح والشكر، خاصةً في عالمٍ يعاني فيه الكثيرون من عدم القدرة على الإنجاب.
وجاء مقابلاً لذلك نص المادة 58 من نظام الأحوال الشخصية (تجب على الأب منفرداً نفقة الولد الذى لا مال له، إذا كان الأب موسراً أو قادراً على التكسب، وتجب النفقة للابن إلى أن يصل إلى الحد الذى يقدر فيه أمثاله على التكسب وللبنت إلى أن تتزوج)، والمادة 59 (في حال عدم إنفاق الأب الموسر أو غيابه ولم يكن له مال يمكن الإنفاق منه على الولد؛ تنفق الأم على الولد إن كانت موسرة، وإن كانت معسرة فينفق من تجب عليه النفقة في حالة عدم الأب، وتكون ديناً على الأب يرجع بها من أنفق إن كان قد نوى الرجوع على الأب حين إنفاقه. ولا تُسمع دعوى الرجوع بنفقة تزيد على (سنة) سابقة لتاريخ إقامة الدعوى).
المادة 60 (في حال وفاة الأب أو فقده أو إعساره تجب نفقة الولد على من يرثه من أقاربه الموسرين بحسب أنصبتهم في الإرث منه)، وتوضح هذه المادة دلالات إنسانية واجتماعية كبيرة وعميقة.
كما أوجب الله تعالى على الأم أن ترضع صغيرها حولين كاملين وهي مدة الرضاعة التامة، قال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة: 233.
المادة 61 من نظام الأحوال الشخصية (يلتزم الأب بأجرة إرضاع ولده الصغير في الحولين إذا تعذر على الأم إرضاعه أو لم تعد زوجة للأب ويعد ذلك من النفقة).
تولت مسائل الأسرة المختلفة الكثير من الأنظمة كنظام الحماية من الإيذاء، وحماية الطفل، وكبار السن التي تصب كلها في حماية الأسرة والعناية بها وأدوار كبيرة ملقاة على وزارة الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية في هذا الخصوص لحماية المجتمع.