خالد بن حمد المالك
زار وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان سوريا مرتين، وجاءت الزيارة الأخيرة على رأس وفد سعودي اقتصادي رفيع المستوى، قابل خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، وأجرى مباحثات بتفاصيل كثيرة عن موضوعات مختلفة، ما يؤكد حرص الملك وولي العهد على دعم سوريا لتتجاوز التحديات التي تواجهها.
* *
خلال الزيارة أكد وزير الخارجية أن ولي العهد وجه بتقديم كافة أشكال الدعم والإسناد لسوريا، موضحاً أن أمام السوريين فرصة لبناء وطنهم، وأن المملكة ستدعمهم لتحقيق ذلك، مع حرصها على سيادة سوريا واستقلالها، والاهتمام بتعزيز الشراكة مع دمشق، وترسيخ الاستقرار.
* *
تشكيل الوفد من المستشار بالديوان الملكي محمد التويجري، ونائب وزير المالية، ومساعد وزير الاستثمار، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون الاقتصاد والتنمية، وعدد من المسؤولين في مختلف القطاعات، لإجراء جلسات مشاورات مع نظرائهم في الجانب السوري، يظهر اهتمام المملكة بدعم الاقتصاد السوري، وحرصها على تعزيز بناء المؤسسات الحكومية السورية.
* *
ويتزامن مع الزيارة الإفصاح عن تقديم دعم مالي من المملكة لسوريا في إطار الجهود التي تبذلها الرياض لتسريع تعافي الاقتصاد السوري، وتمكين الحكومة السورية من إنعاش الاقتصاد السوري، وفي ذات الاتجاه فإن دعم الرواتب، إنما هو لمعالجة آثار العقوبات الدولية المستمرة منذ عقود.
* *
ومع أهمية الدعم المقدم للرواتب في سوريا، وتأثير ذلك إيجابياً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوري الشقيق، وتمكين الحكومة السورية من الوفاء بالتزامها بتسديد رواتب العاملين في القطاع العام، فإن هذا الدعم يأتي امتداداً لتعاون المملكة مع قطر في تسديد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي.
* *
على أن اهتمام المملكة بدعم سوريا لا يقتصر على رواتب وتسديد المتأخرات لدى البنك الدولي، وإنما يمتد ليشمل التنسيق مع جميع الأطراف الإقليمية المعنية بالملف السوري، وعلى مواءمة جهودها الرامية لدعم الحكومة السورية مع دولة قطر ودول المنطقة، بما يحقق التكامل، وتضافر الجهود التي تهدف إلى رفع معاناة الشعب السوري، ودعم أمنه واستقراره.
* *
تذكّروا أن المملكة قامت بجهد دبلوماسي نشط لدعوة الأطراف الدولية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، وأن هذا الجهد تكلَّل بإعلان الرئيس الأمريكي رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، تلبيةً لطلب الأمير محمد بن سلمان، وجاءت استضافة المملكة للاجتماع الثلاثي (السعودي - السوري - الأمريكي) ليعيد سوريا إلى محيطها العربي، مع التأكيد على وحدة أراضيها واستقلالها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها.
* *
وأمام هذا الدعم السعودي غير المستغرب، لم نفاجأ بما عبَّر عنه الشعب السوري من ابتهاج وفرح وسعادة، وكيف قابل رفع العقوبات عن بلاده بواسطة ولي العهد، بما أظهره من تقدير للأمير محمد بن سلمان في مهرجانات فرح جابت الشوارع والميادين في مختلف المدن السورية، وهو امتنان من الشعب السوري للأمير، وقد جاء في مكانه وزمانه.
* *
وقد ظهر الدعم السعودي واضحاً حتى في مساندة الرئيس السوري أحمد الشرع منذ الأيام الأولى لحكومته، بدليل أن أول طائرة هبطت في سوريا بعد سقوط الأسد كانت طائرة سعودية، كما زار دمشق وفد سعودي بتاريخ 22 ديسمبر 2024م، ثم زارها سمو وزير الخارجية في 24 يناير 2025م، والتقى الرئيس أحمد الشرع، وعبَّر عن دعم المملكة لسوريا وشعبها الشقيق.
* *
وضمن اهتمام المملكة بمستقبل سوريا، وامتداداً لجهودها في تقديم الدعم والمساندة لسوريا، فقد استضافت الرياض اجتماعاً ضم إلى جانب المملكة أمريكا، والدول الأوروبية، والمنظمات الدولية، وبمشاركة واسعة من الدول العربية، لبحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق، وتقديم العون له والمساندة له، وإعادة بناء سوريا جديدة.