طفلة النفيعي
كرم الله بيته المعمور حينما أمر الله -عز وجل- أبا الأنبياء النبي إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - ببناء الكعبة في آية كريمة تقرأ إلى يوم الدين في قولة تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج 26 - 27).
فمن خلال هذا التوجيه والأمر الرباني الذي تتخذه حكومة المملكة العربية السعودية منهاجاً وأساساً وذلك لخدمة البيت الحرام وضيوف الرحمن والمسجد النبوي وزائريه وبكل فخر واعتزاز بهذا التشريف بأن جعلها قائمة على هذه الخدمة، فمنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله- إلى عصرنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان استمرت التوسعات الضخمة والجبارة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، وكذلك في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
وبمناسبة حج هذا العام عُقد المؤتمر الصحفي الحكومي الذي شاهدناه وشاهده العالم معنا عبر وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وعبر منصات وزارة الإعلام المختلفة، حيث كشف المؤتمر الدوري للتواصل الحكومي، بمشاركة الوزراء ورؤساء الجهات الحكومية الاستعدادات العظيمة التي تحكيها لنا لغة الأرقام من أجل ضيوف الرحمن وتلك الجهود في إدارة الحشود التي تصل إلى الأرقام المليونية وخلال أيام معدودات، حيث لا توجد هذه الكفاءة والمقدرة في أي مكان من العالم إلا في هذا البلد الأمين والعظيم بقيادته وشعبه «ولله الحمد» وبما حباه الله من أمن وأمان، وخير دليل ما نراه في كل عام ونشاهده من التجديد والتطوير المستمر من قبل القطاعات الحكومية والمؤسسات والهيئات المعنية، وذلك بتسخير الأجهزة الحكومية والكوادر البشرية الوطنية كافة لخدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام الذين أتوا من كل فج عميق ومن جميع أنحاء العالم، فقد أَعْلَنَ «المؤتمر الصحفي الحكومي» لوسائل الإعلام الخدمات المقدمة لموسم حج هذا العام 1446هـ بالأرقام في زمن لغة الأرقام، ومنها ما قامت بهِ وزارة النقل والمواصلات والخدمات اللوجستية، حيث هيأت 7 آلاف رحلة طيران بواسطة 62 شركة طيران من 283 وجهة حول العالم.
وزارة الصحة رفعت الطاقة السريرية إلى 60 % عن العام الماضي مع توفير 11 طائرة إخلاء جوي و900 سيارة إسعاف و71 نقطة إسعافية وأكثر من 7500 مسعف وثلاثة مستشفيات ميدانية بسعة تزيد على 1200 سرير بالتعاون مع وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني.
ومن خلال مستشفى صحة الافتراضي، يشارك أطباء من 224 مستشفى بمختلف مناطق المملكة.
ومن أعمال وزارة الحج والعمرة الجليلة لهذا العام تخصيص نحو 120 موقعاً لإرشاد التائهين في المشاعر المقدسة.
أما وزارة الإعلام: فقد وفرت 25 عربة نقل وأقمار صناعية، و28 منصة بث، وأكثر من 120 كاميرا ثابتة ومتنقلة في المشاعر المقدسة. و5 آلاف إعلامي و150 وسيلة إعلامية. وسوف تترجم خطبة يوم عرفة من عرفات للعالم بـ34 لغة.
وبعد أيها القارئ الكريم ما تم ذكره هو تجسيد لاهتمام القيادة الرشيدة وحرصها -حفظها الله- على راحة الحجاج في إداء مناسك حجهم بكل يسر وطمأنينة وبأمنٍ وأمان وفي أجواء مفعمة بالإيمان مستبشرين فرحين بما آتاهم الله من فضله.
وفي الختام نسأل الله أن يطيل في عمر إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وأن يحفظهم ذخراً للإسلام والمسلمين، وأن يتقبل الله من الحجاج حجهم ويعودون إلى أوطانهم بعد أن منّ الله عليهم بحج مقبول وسعي مشكور وذنب مغفور سالمين غانمين.