د.نايف الحمد
لم يكن أكثر المتشائمين من أنصار الزعيم يتوقعون هذا السقوط المدوي للفريق هذا الموسم، بعد موسم تاريخي حصد فيه الثلاثية المحلية دون خسارة، مع تحقيق أرقام إعجازية؛ بل وافتتح هذا الموسم ببطولة رابعة، هي بطولة السوبر.. لكن النهاية الدراماتيكية للدوري رسمت نصف ابتسامة على شفاه جماهير الموج الأزرق؛ فبعد أن ضمن الفريق بطاقة المشاركة في النخبة الآسيوية، جاء قرار مركز التحكيم الرياضي صادمًا بمنح نادي النصر 3 نقاط من احتجاجه على العروبة، ما تسبب في تعقيد حسابات الدوري في ليلة مواجهات الجولة الأخيرة من الدوري، وبات على الهلال تحقيق الفوز في مباراته الأخيرة أمام القادسية ليضمن بطاقة العبور، في وقت أصبح الفريق مثقلاً بالغيابات والإصابات ويواجه أحد أفضل فرق الموسم.
كان موقف الهلال صعبًا وهو يخوض هذه المواجهة، لكن جماهير الهلال حملت الفريق على أكتافها وكانت في الموعد، وقدمت كل الدعم للاعبين الذين لم يخيبوا ظنها؛ فحققوا انتصارًا خفف كثيرًا من معاناة هذه الجماهير في مسيرة الفريق في هذا الموسم.
الأنباء تتوارد باتفاق الإدارة الهلالية مع المدرب الإيطالي إينزاغي، ما يعني أن رياح التغيير قد تهب على الهلال في مغامرة جديدة لهذا النادي الكبير مع مدرسة تدريبية تختلف تمامًا عن المدارس الكروية وطرق اللعب التي انتهجها الفريق عبر تاريخه.
من المؤكد أن قدوم إينزاغي يعني حاجة الفريق لتدعيمه بأدوات تخدم النهج التكتيكي الذي يعتمده، ما يعني أن الهلال مقدم على استقطابات نوعية وأسماء كبيرة ستصنع الفارق وستضيف الكثير للدوري السعودي.
الزعيم الهلالي مقبل على المشاركة في كأس العالم للأندية بعد أسبوعين، وسيكون الفريق أمام تحد كبير مع قصر مدة الاستعداد لهذا المحفل الكبير؛ لكن ما يهم المشجع الهلالي هو قدرة الإدارة على استقطاب نجوم قادرين على إعادة هيبة الفريق وقوته التي تراجعت هذا الموسم. كما أن الفريق بحاجة ماسة لبعض الانتدابات المحلية، حيث اتضح الضعف الكبير في دكة الفريق وعدم وجود العدد الكافي من البدلاء، وأرى أن مركز الظهير الأيمن هو أول احتياج لتدعيمه بلاعب محلي لتعويض أي غياب للبرتغالي كانسيلو.
رغم الخسارة الثقيلة التي تلقاها إينزاغي في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان مع فريقه إنتر ميلان، إلا أنها لن تقلِّل من قيمة هذا المدرب وعمله خلال مسيرته، حيث استطاع أن يحدث طفرة في الفرق التي دربها رغم محدودية أدواته. وأمام ما سيتوفر له في قائمة الزعيم الهلالي، أرى أنه قادر على إحداث ثورة فنية في الفريق؛ رغم أن خطوة إدارة النادي في تغيير الهوية الفنية تنطوي على بعض المخاطرة، لكن المدرب لديه المرونة التكتيكية التي من خلالها يمكنه العبور مع الأزرق العالمي لبر الأمان وتحقيق تطلعات وآمال عشاق النادي العاصمي الكبير.
نقطة آخر السطر
في هذا الموسم لم يتلق الهلال دعمًا، عكس منافسيه! وفي الموسم القادم أيضًا سيتم دعم منافسيه.. الهلال سيمثِّل الوطن ويرفع رايته في أهم تجمع للأندية في التاريخ؛ فبالله عليكم إذا لم تدعموا الهلال الآن فمتى تدعمونه؟! نريد الإجابة على هذا السؤال.