كوثر الأربش
مكة في مثل هذه الأيام تصبح مهوى نفوس الملايين، فجل ما يتمنى أي مسلم أن يؤدي فريضة الحج مرة في حياته، وقد قيض الله للقيام بهذه المسؤولية الجليلة، بلادنا وقيادتنا الرشيدة منذ التأسيس وحتى اليوم.. حيث تم الاستفادة من كل التكنولوجيات الحديثة، وسبل توفير الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام.
ونظرًا للأعداد المتزايدة من الراغبين في أداء المناسك سنويًا، وضمانًا لتنظيم الحشود والحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم، أقرّت المملكة العربية السعودية نظام تصريح الحج، الذي يُعد بمثابة إذنٍ رسمي يُمكّن الفرد من أداء الفريضة وفق ضوابط محددة.
وهو وثيقة إلكترونية تصدر عن وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، تتيح لحاملها أداء مناسك الحج في العام المحدد. ويُمنع بدون هذا التصريح دخول المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) خلال موسم الحج.
وقد أقرت ضرورة إصدار التصريح لكل حاج لأسباب مهمة. منها:
- تنظيم الأعداد: لضمان عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية للمشاعر والمرافق.
- الحفاظ على الأمن: لمنع التكدس والازدحام الذي قد يُهدد حياة الحجاج.
- تحقيق العدالة: بمنح الفرصة لجميع المسلمين في الداخل والخارج لأداء الفريضة بشكل منظم ومتساوٍ.
- مكافحة الحملات الوهمية: التي تستغل البعض ماديًا وتعرّض حياتهم للخطر.
وقد فرضت الجهات المعنية عقوبات رادعة لمن يُخالف الأنظمة. فوجود أي قانون لا يكتمل الا بعقوبة منصوص عليها.
لكن ما يحدث من مراوغات من بعض الحجاج يثير الاستغراب للغاية!
الحج ليس فعالية ثقافية، إنه أحد أركان الدين، وهذا أمر بدهي، فالتهرب أو المراوغة والكذب في هذا الأمر لا يتسق مع شخصية المسلم فضلا عن المسلم الذي شد الرحال وترك العيال من أجل فريضة!
إن ما يحدث من بعض الحجاج أو الأقلام المغرضة من هجوم على فكرة التصريح مضحكة والأكثر منها أنها غير منطقية، لأن المملكة العربية السعودية حققت أرقاما قياسية في تنظيم الحشود والتفويج وخدمة حجاج بيت الله من كل النواحي.. والتصريح ما هو إلا أحد إنجازات بلادنا التي تؤكد حرصها على أن يكون الحج يسيرا وآمنا.