د.عبدالرحيم محمود جاموس
هُنا يَكمُنُ السِّرُّ...
في السِّلمِ، وفي الحربِ...
في أَصلِ الرِّوايةِ والحِكايةِ،
حديثِها وقَديمِها،
في تُرابِها، وسَمائِها،
ومَدى المُحيطِ العَميقِ،..
هُنا تُكتَبُ نُقطةُ البِدايةِ...
وهُنا تُرسَمُ النِّهايةُ...!
هُنا نقولُ:
صباحُ القُدسِ والعَلَم...
***
هُنا يُطعَنُ التّاريخُ...
في الظَّهْرِ...
في الجَبينِ،
هُنا يُذبَحُ،..
بسِكّينِ يَهوذا،
القديمِ، والجَديدِ،
المُتخَمِ بالخُرافاتِ...
وحِكايا الخِداعِ، والهَوانِ، والأساطيرِ...
يُذبَحُ صباحاً ومساءً...
دونَ تَمييزٍ،
إلى حين..
نَعم يُذبَحُ...!
منَ الوَريدِ إلى الوَريدِ،
منَ المُحيطِ...
إلى الخليجْ!
***
لكن...
هُنا أيضًا،
يَنتصرُ العَدلُ،
ويُزهِرُ الحقُّ المُبينُ،
عاجلًا،..
غيرَ آجلٍ،
لقد أَزِفَتِ الآزِفَةُ،
واقْتَرَبَتِ النِّهايةُ!
***
هُنا سَتحيا الفَراشةُ،
كأنَّها نُبعٌ من النُّورِ،
كأنّها ذِكرى الألوانِ الأولى،..
سَعيدةً، بينَ وردَتَين،
تَتنقَّلُ كما يَشتهي النَّحلُ،..
بينَ أزهارِ الرَّبيعِ،
تَغنّي لِلشَّمسِ،
وترقُصُ فوقَ النَّدى،..!
***
لِتَحيا، وتَعلو رايتُنا خفّاقةً،
بِألوانِها الأربَعِ،
فوقَ مآذِنِ القُدسِ،
وقِبابِها،
كَنائسِها، ومَساجِدِها،..
***
صباحُ الخَيرِ،..
لِفَجرِ القُدسِ الآتي،
معَ نَسَمةِ ريحٍ،..
تُلامِسُ جُدرانَ الحَنين،
معَ إشراقةِ شَمسٍ،
في كُلِّ يَومٍ جَديد،..
***
سَتُشرِقُ شَمسُ القُدسِ،
سَتَحرِقُ وجهَ كلِّ طاغٍ،
باغٍ،
مُتَجبِّرٍ،
مُتَعجرفٍ،
خَوّار،..
سَتَمحُو الحُزنَ عنِ المآذِنِ،
وَتَمسَحُ الدَّمعَ عن عُيونِ الشّيوخِ،
والنِّساءِ،
والأطفالِ،..
لِتَحيا الفَراشةُ في القُدسِ،
في سَلامٍ،
بينَ وردَتَين،..