فهد المطيويع
أرى أن موسم الهلال الماضي كان موسمًا للنسيان على كافة المستويات، سواءً فنيًا، إداريًا، أو حتى نفسيًا داخل المنظومة. الفريق الذي تعودت جماهيره أن تراه يقاتل على جميع الجبهات ويزاحم على كل البطولات، وجد نفسه هذا الموسم يعيش على ردّات الفعل، وسط تخبط في القرارات وضعف في الاستجابة للتحديات، فالهلال رغم كل العثرات، أنهى موسمه وصيفًا للدوري، وهو مركز لا يُرضي طموحات فريق بحجم الزعيم، لكنه في ظل الإخفاقات التي مر بها، يُعتبر الحد الأدنى المقبول، خاصة أنه يضمن له المشاركة في بطولة النخبة الآسيوية، وهي فرصة لإعادة بريق الفريق آسيويًا بعد التراجع الأخير. المقلق حقًا ليس ما مضى فقط، بل ما هو قادم، الهلال على أعتاب مشاركة عالمية مهمة - قد تكون الأهم في تاريخه الحديث - ومع ذلك، تغيب كل مؤشرات الاستعداد الجاد لهذه المشاركة.
لا مدرب حتى الآن، لا تعاقدات مؤثِّرة، لا معسكر معلناً، ولا مفاوضات قوية، ولا حتى حديث رسمي يُطمئن الجمهور أو يعطي إشارات إيجابية، فهذا التراخي يفتح أبواب القلق على مصراعيها في الهلال الذي طالما كان سفير الكرة السعودية في المحافل الخارجية، ولا يليق به أن يدخل أي منافسة بهذه العشوائية أو التأخر في التحضيرات، المشاركة العالمية ليست مجرد إضافة مشرِّفة، بل يجب أن تُخَطط لها كمنصة لإثبات الجدارة، وتحقيق منجز تاريخي جديد.
لماذا هذا العبث ومن خلف إحراج الهلال في هذه المشاركة؟ وسط هذا الغياب اللافت للتحرك الجاد، هل هناك من تعمد أن يعيق الهلال فعليًا؟ وهل النيَّة ترك الفريق ليواجه مصيره دون دعم حقيقي؟ الإدارة مطالبة بتوضيح الصورة، وتحمّل مسؤولياتها. التأخير في إعلان المدرب، والصمت الإعلامي، والغياب عن سوق الانتقالات حتى الآن، كلها رسائل سلبية تزيد من الإحباط في أوساط الجماهير التي لا ترضى إلا بالقمة فجماهير الهلال تستحق أكثر لأنها ليست جماهير موسمية أو لحظية، هي وقود النادي، وركيزته الأهم في كل مرحلة. هذه الجماهير لا تطلب المستحيل، بل فقط عودة الفريق إلى وضعه الطبيعي: منافسًا، مرعبًا، ومهيبًا.
هم يعرفون أن فريقهم إن توفرت له البيئة المثالية، لن يتأخر عن كتابة فصل جديد من المجد والبطولات.
ختاماً
الهلال بحاجة الآن إلى إعادة ترتيب البيت من الداخل بسرعة، والتفكير بمنطق الكبار: التخطيط المسبق، الحسم في التعاقدات، والإيمان بأن تمثيل الوطن عالميًا مسؤولية لا مجال فيها للعشوائية أو التجريب.