بدر الروقي
إحدى عشرة سنة على آخر بطولات الشيخ العاصمي الكُبرى، فمنذ 2014 وبطولة الكأس (كأس خادم الحرمين الشريفين) في افتتاحية الجوهرة آنذاك والشباب ذهب بذهبها ولم يعد. لا شك أن هناك الكثير من المتغيرات والمنعرجات التي مرت بتلك الفترة وما بعدها. لعل من أهمها: اتساع حجم المصروفات بين الأندية الجماهيرية الأربعة، وبين بقية الأندية التي من ضمنها هذا الليث الجريح.
لم يكن خبر استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على هذه الأندية الأربعة بعد ذلك بأقل حدّة من سابقه؛ لأن معدل الإنفاق أصبح أكبر لهذه الأندية؛ مما زاد في فرص تعاقداتها المليارية، وعزز من حظوظها في حصد الألقاب والمنافسة عليها.
الشبابيون إدارة وجماهير لم يتركوا شيئاً من أشكال المطالبات، وتقديم الحجج التي تنادي بحق فريقهم واستحقاقه لمثل هذا الدعم أو حتى نصفه؛ أولاً: لما حققه فريقهم من منجزات محلية وخارجية سجلها التاريخ باسم الوطن، ثمّ ما أمدَّ به المنتخبات الوطنية من لاعبين بارزين بعد ذلك.
سنوات وهذه المطالبات والنداءات لم تؤتِ أكلها، ولم تجد طريق القبول والاستجابة؛ ممّا عقّد أمور النادي، وأخل بإمكانية تواجده في مربع المنافسة مع فرق الدعم والاستحواذ.
على الشبابيين إذا ما أرادوا العودة لسابق عهدهم، وسالف أيامهم الذهبية ألا ينتظروا أكثر من ذلك بخصوص وصول الدعم أو الخصخصة أو... لأن المشهد واضح من عنوانه والمماطلة هي العنوان الأبرز خلال السنوات الماضية.
اليوم ليعود الشباب أقوى وأقوى فعلى القائمين عليه العمل ثم العمل والتعلم من الأخطاء السابقة. أول خطوات العمل هي الرجوع وبدون تردد أو تروٍ للاعتماد على الفئات السنية من أبناء النادي ودعمهم، والصبر عليهم.
هذه الإستراتيجية لا تخفى كثيراً على الشبابيين فهي صناعة شبابية محضة عبر الإدارات السابقة. تحتاجُ فقط للصبر والدعم؛ بعدها حتماً سنشاهد شبابنا يعود لمنصات الذهب منافساً كما عهدناه وعرفه الجميع.
كرة القدم اليوم تقوم على السرعات والتحولات والبناء الرشيق، والاستحواذ المحكم. وهذا كله يتحقق بدماء شابة ومدرب متوافق مع عالم التدريب الحديث؛ هكذا تصل الأندية إلى منصات المجد، وليس برجيع الأندية الذين بلغوا من الكِبَر عتيا!
ما يحتاجه الشباب بالإضافة إلى تصعيد (ستة إلى ثمانية) عناصر من الفئات السنية، خمسة محترفين يتناسبون مع هذه المرحلة (مرحلة البناء) فنياً وسيكولوجياً، ثمَّ لا مانع من محاولة الاستقطابات المحلية التي يحتاجها الفريق من اللاعبين المحليين (الشباب) البارزين في أنديتهم، ولكنهم لا يجدون فرصة اللعب كأساسيين في أنديتهم، وينتظرون فرصة البروز والظهور التي لا تتوافر إلا في بيئة الشباب، كما كان الحال مع مصعب ورديف.