خالد بن حمد المالك
مشهد مهيب
بياضُه لافت..
وصوتُ الملبين آسر
وكل مشهد جاذب..
ففي مكة.. لا صوت يعلو على الدعاء
الكل يلبي..
والجميع هنا بين يدي رحمة الله!
* *
الكل في رجاء وأمل
ودعاء لا ينقطع
ومناجاة لا تتوقف..
فهنا بيت الله
والمشاعر المقدسة..
هنا ما لا تجده إلا في مكة المكرمة!
* *
الكعبة هنا..
والطواف حولها
هنا منى..
ومزدلفة..
وعرفات
وحيث السعي..
والخشوع والركوع بين يدي إلهٍ مقتدر!
* *
في مكة المكرمة.. الناس هنا سواسية
لباسهم من بياض..
يلبُّون ويهلِّلون..
وقد تركوا الأهل
والبيت..
والعمل..
وانصرفوا إلى ما يرضي الله الواحد الأحد!
* *
ما أسعد من وقف على صعيد جبل عرفات
ورمى الجمرات..
وقبَّل الحجر الأسود..
وطاف حول الكعبة
وسعى الأشواط..
والتزم بآداب الحج
واستمتع بنفحات إيمانية بين جموع من الحجيج..
* *
بصوت واحد..
الله أكبر كبيرا
والحمد لله كثيرا..
يردده الحجاج باستيعاب لمعناه
واستمتاع بتكراره
ورجاء بقبوله وثوابه..
ففي مكة تكون الاستجابة
ومنها يعود الحاج إلى دياره بالقبول.. إن شاء الله!
* *
وهذه البلاد محظوظة
المسلم يهفو إليها
وليس هناك من البلدان الأخرى من هي مثلها
فقد شرَّفها الله بخدمة الحجيج
والعناية بالحرمين الشريفين..
فكان ذلك نعم ما خصَّها الله لقيادتها ومواطنيها
فأحسنت الخدمة وجوَّدت العناية لأقدس البقاع!
* *
حشود مليونية..
في أيام معدودة
ومساحة صغيرة..
تتوفر فيها أرقى الخدمات
ويُيسّر للحجاج فيها كل سبل الراحة
بتنظيم بديع دقيق لا يُباري
واهتمام لا يماثله اهتمام!
* *
كل شيء هنا في متناول اليد
خدمات صحية..
ومواصلات..
ومواد غذائية..
ونظافة..
وانضباط في حركة الحشود
وأمن وأمان!
* *
كأن الحجاج في رحلة سياحية
فلا تعب..
ولا إرهاق..
يقضون أيام الحج في أجواء روحانية ميسَّرة
فالاتصال بذويهم هاتفياً على مدار الساعة
بما يجعلهم في رحلة إيمانية مطمئنة..
مع استمرار تواصلهم مع أهاليهم!
* *
هذه هي المملكة..
تنفق على خدمة الحرمين من ميزانيتها دون أن تطلب مساعدة..
أو مشاركة في النفقات
أو عوناً في التنظيم والاستعدادات..
فقد خصَّها الله وحدها بخدمة الحرمين الشريفين
وخصَّت نفسها بالأجر والثواب، والرضا من رب العالمين!
* *
نحن في كل حج أمام نجاح بعد نجاح
من سنة لأخرى..
مع تطور مذهل ومستمر
بما جعل الحج أيسر وأخف مشقة من رحلة سياحية عادية..
بفضل الله ثم الجهد المبذول
والإنفاق الكبير
والسهر على راحة الحجاج..
وهو ما لمسه وتحدث به وعنه كل حاج!
* *
مليونا حاج سيقفون على صعيد عرفات
ليبدأوا حجهم..
في أجواء إيمانية
تقرّباً لله..
واستجابة لما أمرهم به
وتلمساً لرضاه!
يرددون بصوت واحد:
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك
* *
حج مبرور..
وسعي مشكور..
وقبول ورضا
وثواب من الباري..
والشكر.. والحمد لله
على ما قدمته دولتنا وتقدمه من تسهيلات..
لحجاج بيت الله الحرام!