محمد الخيبري
يعيش الجمهور الهلالي حالياً فترة من الهبوط الحاد بالمعنويات والإحباط، وذلك نتيجة لتسارع ساعات الأيام القليلة التي تفصلنا عن نهائيات كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية دون أي حراك احترافي من الإدارة الهلالية بقيادة الأستاذ فهد بن نافل والإدارة التنفيذية بالنادي.
الفريق الأول لكرة القدم للهلال يبدأ تدريباته اليومية بدون مدير فني للفريق مع استمرار المدرب المكلف محمد الشلهوب والذي تم شكره عبر منشور رسمي من حساب النادي بمنصة X كإعلان رسمي لتوديعه، وإسناد المهمة لمدير فني آخر خلفاً له يفترض أن يكون اسماً عالمياً له وزنه وتاريخه.
استمرار الصمت الإداري المطبق مع وجود حراك مصادري موسع من بعض الإعلاميين وبعض المصادر الصحفية ووسائل الإعلام حول الاستقطابات الهلالية بشكل يومي يشكل حالة من الإحباط والقلق بين الجماهير الذين مازالوا يترقبون الأخبار والإعلان الرسمي من النادي.
قد يكون صمت إدارة الهلال مبرراً نظراً لحساسية الأمر، وأن العمل بسرية تامة هو العمل الاحترافي الحقيقي، ولكن قد يكون هذا الصمت سلاحاً ذا حدين، والذي يتضرر ويتأذى منه الجمهور الهلال معنوياً ونفسياً، وقد ينعكس ذلك الإحباط والأذى على المستويات الفنية لنجوم الفريق.
التوازن في الفترة الحالية هو المطلوب من الإدارة الهلالية التي تمتلك مقومات النجاح، ولكن يعاب عليها الصمت وتهميش المطالبات الجماهيرية المستمرة، والبطء في إنهاء الإجراءات التعاقدية مع اللاعبين والإدارات الفنية وبقية الكوادر التدريبية.
وعلى الرغم من أن البطء يعد من عيوب الإدارة الهلالية إلا أن التسرع أيضاً يكون في الغالب أمراً لا يخدم المنظومة ويكون الندم أبرز نتائجه، وليس بمقدور الإدارة الهلالية إلا العمل على التوازن بين صمتها وبين تحركات الملف الاحترافي من مفاوضات ومتعثرات وإغلاق باب التأويل المقلق جماهيرياً واحترافياً.
ومن المتوقع أن تستمر الإدارة الهلالية بإبرام العديد من التعاقدات الاحترافية على رأسها الإدارة الفنية في الأيام القليلة القادمة بعد الإعلان عن الصفقتين المحليتين، علي لاجامي وعبدالكريم دارسي، مع توقعي أن تكون تلك التحركات بشكل بطيء وحتى آخر ساعات الميركاتو الاستثنائي.
والجميع يتطلع مع هذا البطء الإجرائي أن تبرم الإدارة الهلالية صفقات نوعية تكون إضافة فنية مميزة للفريق لخوض نهائيات كأس العالم للأندية وتستمر بالتميز في المواسم القادمة والاستحقاقات المحلية والخارجية.
الجمهور الهلالي ورغم حالات التوتر والقلق المستمر المتزامن مع الصمت الإداري مازال يطالب ويزيد من المطالبات لدعم فريقه سواء من برنامج الاستقطاب والاتحاد السعودي لكرة القدم وحتى وزارة الرياضة والمطالبة بالعدل وليس المساواة مع الأندية المستحوذ عليها من قبل صندوق الاستثمارات العامة.
وزادت المطالبات لمحاولة استنطاق الإدارة التنفيذية ومسؤولي الشركة الربحية للحصول على أي إجابة لسيل الاستفسارات والتساؤلات مع استمرار البحث والتحري عن مصداقية الأخبار المتطايرة من المصادر والمتصدرين وتفعيل التنبيهات لحسابات النادي في مواقع التواصل الاجتماعي في وضع محير ومتوتر غير مسبوق على تلك الجماهير المتعطشة لأخبار سارة عن ناديها ومعشوقها.
الكثير من المصادر تشير إلى إنهاء التعاقد مع مدرب ونجم مهاجم وآخر بمنطقة الظهير وآخر بمركز المحور، وتشير مصادر أخرى إلى تعثر تلك المفاوضات وفشل تلك الصفقة والصفقة الأخرى وتشير مصادر جانبية أن هناك منافسة من أندية سعودية على بعض النجوم من ضمنها أندية تم الاستحواذ عليها من صندوق الاستثمارات العامة.
بعض المصادر غاية في المصداقية والبعض الأكثر ليست موثوقة وغير معلومة الأهداف وبعضها تعمل لصالح رفع القيمة التعاقدية، والغريب بالأمر أن هذه التصرفات لا تحدث إلا مع العمليات التفاوضية للهلال مما يزيد المطالبات لمعرفة الأسباب المنطقية لذلك في ظل استمرار الصمت الإداري.
هذه الممارسات تؤكد وجود نظرية المؤامرة علماً بأن الإدارة الهلالية تتحمل جزءا من مسؤولية وجود هذه النظرية المخيفة لصمتها ولعدم إيضاحها وعدم شفافيتها في هذا الجانب مما يزيد فجوة المصداقية بينها وبين جماهيرها.
أعتقد إن الإدارة الهلالية في وضع لا تحسد عليه، مع علمي أنها تبذل قصارى الجهد لإنهاء التعاقدات قبيل انطلاق منافسة كأس العالم للأندية وأعتقد أن الجماهير الهلالية هي بنفس الوضع الذي لا يحسد عليه أيضاً، وهي تنتظر وتترقب بكل حرقة وانكسار والوقت يمضي سريعاً.
قشعريرة
لم يكن ظهور الكابتن وقائد فريق نيوم سلمان الفرج اللاعب السابق بصفوف فريق الهلال إعلامياً موفقاً عندما أثبت بنفسه الشكوك حول تمرده على المدير الفني للفريق سابقاً البرتغالي السيد جورجي جيسوس.
سلمان الفرج ظهر عبر حسابه في تطبيق السناب شات أثناء معسكر الفريق الخارجي مع بعض النجوم الذين رحل بعضهم معه خارج أسوار النادي ساخرين من تواجد جيسوس مدرباً للفريق في موقف بدأ فيه الفرج بذاك المنظر الساخر والذي فسر على أنه تحريض بواح ضد جيسوس.
ردة الفعل الجماهيرية لم تكن مؤيدة لما أدلى به القائد السابق للهلال والتي استعرضت أبرز ما قدمه نجم نيوم خلال فترته مع الهلال من هفوات ونكسات للفريق إضافة إلى صبر النادي كثيراً عليه أثناء وجوده في عيادة الإصابات لفترة طويلة.
لا أعلم ما هي الظروف التي أجبرت الكابتن سلمان الفرج على الظهور بهذا الشكل غير المرضي والذي فتح باباً للتندر عليه من الجماهير ولكني أعتقد أن سلمان الفرج نفسه قادر على الرد على تساؤلات الشارع الرياضي بأكمله.
العديد من النجوم الكبار الذين مثلوا الهلال وحملوا شارة القيادة ورحلوا إما بالاعتزال أو بالانتقال، سواء كانوا محليين أو أجانب حملوا معهم الود والولاء والوفاء لهذا النادي العظيم، ولم تصدر منهم أي تصريحات ضد النادي أو المسؤولين فيه، بل إنهم غادروا بكل حب وتحولوا لعشاق يحضرون المباريات والنهائيات لدعم ومؤازرة الفريق جنباً إلى جنب مع الجماهير.