سهوب بغدادي
هل سبقَ أن درست مع طالبٍ شديد الذكاء في إحدى المواد؟ على سبيل المثال لا الحصر الطالب الذي يبرع في حل المعادلات الحسابية دون سابق تفكير أو تفكير مفرط ومتمعن، وفي بعض الأحيان يتفوق على المعلم، أو كاللاعب الرياضي الذي يمضي وقتًا أقل في التمرين ويحرز نتائج أعلى دون جهد يذكر!
بالنسبة لي، نعم، لقد لاحظت ذلك خلال سنوات الدراسة في كافة المراحل بلا استثناء إلا أنّ الاستثتاء أن يكون ذلك الطالب اللماح لماحًا في جميع المواد بنفس القدر، فلا بد من التفاوت في القدرات العقلية بين كل شخص وآخر أيضًا، هناك فروقات عقلية وقدرات معرفية و بدنية وغيرها من المميزات لدى الشخص فقد تبرع في الحساب وتجد شيئًا من الصعوبة في الحفظ وتعاني في النشاط البدني، وهكذا دواليك، إلا ما ندر - ما شاء الله - قد تقع تلك القدرات على اختلاف ماهيتها وأطرها تحت وصف «الميزة غير العادلة» حيث يثير صاحب تلك الميزة حنق أقرانه أحيانًا ويشعرون بعدم العدالة مما يبذلون من جهود مضاعفة وتسخيرهم للوقت لكي يصلوا إلى مستوى موازٍ ولو بقليل لما وصل إليه صاحب الميزة غير العادلة، لقد قسم الله العدل الأرزاق ومنها القدرات ونعمة الفهم والحفظ والاستذكار وسمات وخصال كحسن الخلق والكرم والشجاعة تندرج من ضمن تلك النعم، فإن كان هناك شخص بشوش هين لين مما يسهل عليه الاندماج مع الغير، في المقابل قد لايمتلك ذات الشخص قدرات معرفية، وهكذا، عندما تعي أنّ لديك ميزة غير عادلة وتعمل على تقويتها وتعزيز مواطن قوتك ستوجهها -بإذن الله- في المكان الصحيح وتتميز، بينما من يستغلها في الشر ومواضع السوء سيؤاخذ بما فعل لأنها نعمة من نعم الله الكريم جل جلاله، كلنا مميزون، ونمتلك قدرًا كافيًا من تلك المميزات الجيدة، فكل ما علينا هو أن نسبر أغوار أنفسنا وننقب في داخلنا ثم نوجهها في الطريق الصحيح وسبيل الحق.