فؤاد بن عبدالله الحمد
في عالم يعجّ بالصراعات، وتتعالى فيه أصوات المصالح على نداءات الإنسانية، تبرز المملكة العربية السعودية كقلبٍ نابض بالحكمة، وعقلٍ دبلوماسي يحترف صناعة التوازن. وفي قلب هذه المهمة النبيلة، يقف سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، مهندس العلاقات الدولية، وسفير الرسالة السعودية للسلام في مختلف أصقاع العالم.
ليست تحركات سموه الكريم مجرد جولات دبلوماسية تقليدية، بل هي «مهمات سلام» تُعيد رسم خطوط التواصل بين الشرق والغرب، وتفتح نوافذ الحوار مع القوى الكبرى والصغرى على حد سواء، حاملةً معها ثوابت المملكة القائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والدعوة للسلام العادل الدائم.
لكن ما يقوم به سمو الأمير ليس وليد الساعة، بل هو ثمرة توجيهات حكيمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- الذي عُرف بثبات مواقفه وعدالة توجهاته، وإشراف مباشر من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - رعاه الله- ذلك القائد الطموح الذي جعل من المملكة مركز ثقل دولياً في ملفات السلام والطاقة والتنمية المستدامة.
من فلسطين إلى أوكرانيا، ومن إيران إلى إفريقيا، ومن ملفات اللاجئين إلى قضايا المناخ والاقتصاد العالمي، ظل سمو الأمير فيصل حاضرًا، بصوته الهادئ، وأسلوبه المتزن، وبقلبه الكبير، يحمل مفاتيح التفاهم لا لغة التصعيد، ويصنع من المواقف المتأزمة فرصًا للتقارب بدلاً من الخلاف.
إن رسالة المملكة - يا سادة- ليست مجرد كلمات في بيانات رسمية، بل هي خطوات عملية، ومبادرات حقيقية، وجسور من الإغاثات العاجلة، ومؤتمرات حوارية، ووساطات صادقة. والمملكة حين تتحدث عن السلام، تفعل قبل أن تقول، وتبني قبل أن تُطالب، وتحتوي قبل أن تُدين.
ختاماً يا سادة..
في عالم يبحث عن بوصلة أخلاقية، تأتي المملكة العربية السعودية لتقول للعالم:
نحن معكم لأجل الإنسان، لأجل السلام، لأجل التنمية في الأوطان. فلسنا دعاة حرب، بل صُنَّاع سلام.. ومهمتنا كانت وستظل: مهمة سلام!