د.عبدالعزيز الجار الله
رحلة الحج والعمر إلى مكة المكرمة والزيارة للمدينة المنورة، هي رحلة تبقى ذكراها عطرة وعالقة في ذهن كل مسلم حين يعود لوطنه، يستعيدها بين الحين والآخر، ويسترجعها عندما يخلو بنفسه ومع جهازه الرقمي.
الأبعاد السعودية ومرتكزاتها هي:
- البعد الديني: يتمثل في احتضان أراضي المملكة للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والسيرة النبوية.
- البعد العربي: المملكة هي موطن القبائل العربية القديمة، ومن أراضيها انطلقت الهجرات السامية إلى بلاد الرافدين والهلال الخصيب ووادي النيل من الألف العاشر قبل الميلاد، ثم الدعوات لنشر الدين الإسلامي.
- البعد الاقتصادي: المملكة ضمن أكبر اقتصاديات العالم في مجموعة G20 كما أنها تعتبر من أكبر دول العالم المصدرة للنفط، وأكبر دول العالم في مخزون النفط والغاز.
البعد الحضاري: شاهد العالم حجم التنمية الحضارية والعمرانية والتقنية والسياحية عبر ما أفرزته وأنتجته مشاريع الرؤية السعودية 2030 على طول خريطة المملكة، وتحول مدنها إلى مدن ذكية وعالمية ومستدامة.
أما البعد الخامس الذي بدأ يتشكل ويدركه الآخرون من الحجاج والمعتمرين وزوار الأماكن المقدسة والمشاعر، وحتى السياح والمقيمين، فهو ما يمكن تسميته باسم:
- البعد الإنساني: مشاعر إنسانية نابعة من تعامل المجتمع مع ضيوف الرحمن ومع المقيمين بصفتهم ضيوفا ومغتربين جاؤوا من ديار بعيدة لتأدية المناسك أو للإقامة والعمل والسياح، فهذه المشاعر الفياضة تجاه الآخرين تنبع من مصادر عدة منها:
أخلاق الدين الإسلامي الذي يحث على التعامل الطيب وإكرام الضيف، وحسن الجوار والإغاثة والعون.
ومن القيم العربية التي تتمثل بكرم الأخلاق والشهامة والنخوة العربية التي تتطلب الوقوف بجانب كل شخص يحتاج إلى مساعدة.
وتعامل الدولة التي تحافظ على حقوق الآخرين وترعاهم، فإن سلوك الدولة الذي يعتني ويحترم كل الجنسيات أصبح قدوة المواطن في التعامل والاستقبال ومد يد العون والمساعدة لكل طالب للعون.
إذن ارتبط البعد الإنساني النابع من مشاعر العاملين في الأجهزة الحكومة الرسمية من الموظفين والقطاع الخاص ومن المتطوعين يعتبر واجبا دينيا ومشاعر إنسانية وتمثيلا وطنيا بأجمل صوره، حتى أصبح سلوكا اعتاد عليه أهل مكة والمدينة المنورة وباقي مدن المملكة، وارتبط بهذا الشعب الكريم الذي وصف بالمضياف وأصبح سمة للدولة والشعب السعودي، يشاهد في وسائل الإعلام، ويتناقل في وسائط وفديوهات التواصل الاجتماعي بوصفه سلوكا لمجتمع متجذر فيه الكرم والجود وحب مساعدة الجميع.