مرفت بخاري
تتوق النفسُ لبيتِ الله حجّة
وتدمعُ عينٌ أعياها اشتياق
أيا نفسي، لا تبكي حنينًا
ولا تشكي المواجع والفراق
أتيتُ أُسابقُ الركبَ خذوني
أُناجي الله، أسأله الوفاق
تذكّرتُ المشاعرَ كيف كُنّا
وكيفَ انهالتِ الرحمةُ طِباق
وليلُ منى بتكبيرِ الحجيجِ
عُهودٌ وعود، وعهدُ اللهِ باق
وفي عرفاتَ وقفنا بكلِّ ذُلٍّ
لمولانا نُلبّي في سباق
فتبكي الروحُ، تائبةَ المعاصي
وتخشعُ نفسٌ أعياها النفاق
يطيبُ القلبُ بمُزدلفة مبيتًا
وفي العقباتِ بالخصمِ التلاق
وعن أمنِ الحجيجِ بدارِ خيرٍ
ففي «سلمانَ» آياتُ الوفاق
سخّر الرحمنُ جُندَه في رعاية
ضيوفِ البيتِ، في رِفقٍ وطاق
حماهُ الله في مسعاهُ دومًا
وأيّده بتوفيقٍ وساق
يسيرُ الحاجُ لا يخشى أذيّة
وفي سلمان يُؤتمنُ النطاق
تجلّى الخيرُ فيه فخيرُ راعٍ
وعدلُهُ يسبقُ الرحمةَ سباقُ
فإن عشنا لعامٍ ثانٍ مقبل
اكتُبنا، إلهي، مع الرفاق
تتوق النفس لبيت الله حجة
وتدمعُ عينٌ أعياها اشتياق