عبدالمجيد بن محمد العُمري
«يوم عرفة» يوم الحج.. هذا اليوم العظيم الذي دعا إليه الباري جل وعلا، المسلمين من أقطار الدنيا كافة إلى الاجتماع {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ}.
يأتي المسلمون من كل فج وصوب استجابة لدعوة الواحد الأحد، ليجتمعوا في هذا اليوم العظيم، وقد وحد الإسلام بين فقيرهم وغنيهم، وحاكمهم ومحكومهم، وقويهم وضعيفهم، وأسودهم وأبيضهم سواسية كأسنان المشط لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، كما وحد بينهم في زيهم وفي أداء مناسكهم وفي تجردهم من كل ما يشعر بتفوق أحد على آخر، وجعل منهم وحدة متكاملة متكاتفة متراصة، والكل يطلب اللّه الأحد الصمد، منيبين إلى ربهم يبتغون فضله ورضوانه.
لبى الحجيج على ربى عرفات
في موقف قد حف بالرحمات
يوم تباهى الله فيه بخلقه
يغشى الجميع بأطيب النفحات
لبيك يا الله ردّدها هنا
المحرمون بأفضل الأوقات
لبيك جاءوا خاشعين أذلة
يا رب سامحهم عن الزلات
يا رب أنت وعدت كل موحد
في محكم التنزيل والآيات
يا من وعدت السائلين إجابة
أنت القريب وسامع الدعوات
امنن علينا بالقبول ورحمة
واختم لنا بالخير والحسنات
يا رب نسألك النعيم بجنةٍ
في رفرف خضر على الروضات
والوالدين ومن نحب جميعهم
في منزل في أرفع الدرجات
صلى الإله على النبي محمد
ختم النبوة ماحي الظلمات
يا رب وارزقنا جوار حبيبنا
يا بارئ الأرواح والنسمات