إيمان الدبيّان
أعلنت الهيئة العامة للإحصاء أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام 1446 هـ بلغ (1,673,230) حاجًّا وحاجَّة، منهم (1,506,576) حاجًّا وحاجَّة قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل (166,654) حاجًّا وحاجَّة، من المواطنين والمقيمين.
عدد يماثل عدد سكان بعض مدن العالم ولكنه يختلف باجتماع كل هؤلاء في توقيت واحد في بقعة مكانية صغيرة في المشاعر المقدسة، وفي مكان مقيد وزمان محدد، توفر المملكة العربية السعودية لكل هؤلاء جميع ما يحتاجونه من خدمات وبنية تحتية شاملة للغذاء والدواء والأمن والتقنية والمصارف والنقل والتوعية والتجارة، وغيرها من الخدمات التي إن وجدوا بعضها في دولهم لن يجدوها كلها كما هي هنا وبالمجان معظمها، والفارق هو في المقدم والمنظم لكل هذا، الفارق في حكومة المملكة العربية السعودية التي تبذل مالها وتسخر كوادرها وتوجه اهتمامها لخدمة المسلمين والحرمين الشريفين وزوارهما بأعلى المستويات وأرقى التقنيات، بإشراف وتوجيه ودعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله - اللذين نهنئهما على النجاح الباهر والتنظيم الآسر لحج هذا العام 1446هـ.
إن خدمة الحجاج والزوار والمعتمرين ليست شيئاً جديداً على السعودية ولكنها تطورت مع برامج ومستهدفات رؤية المملكة، وتغيرت تغييراً إيجابياً مذهلاً منذ أن تحول نظام الطوافة إلى شركات للحج والعمرة، ومنذ صار الالتزام بتصاريح الحج أكثر تنظيماً وأدق تطبيقاً، فلا حج بلا تصريح وكل مخالف في الحج ينال العقاب بالقانون الصريح.
وأجزم أن كل عام قادم هو أجمل تطوراً وأكمل تقدماً من حيث وعي الناس بالالتزام بأنظمة الحج ومن حيث تقديم شركات الحج والعمرة للمزيد من الخدمات.
انتهى أمس موسم الحج بأرقام نجاح تنافسية وتنظيم حشود وصل وتجاوز العالمية، انتهى موسم الحج بتنظيمه الرائع ونبدأ غدا باستقبال موسم العمرة باستعداد واسع من جميع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية التي تعمل كمنظومة واحدة بهدف واحد.
وأرى أن نستمر في الحملات التوعوية عن تصريح الحج للمعتمرين والمواطنين والمقيمين حتى بعد انتهاء الحج، ونفعل هذه الحملات مع شركات العمرة والسفارات وفي المطارات ومحطات القطارات وداخل الحرمين وفي المدارس والمعاهد والجامعات ليصبح التصريح لدى من يريد الحج شعاراً واستشعاراً ثقافة متأصلة وقاعدة مطبقة وإلا سيطبق عليه عقوبة المخالفة التي يستحقها مادياً وحسياً.