صيغة الشمري
نجاح استثنائي بكافة المقاييس.. خدمات متكاملة ومتطورة تعكس مستوى الابتكار الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية في إدارة الحشود والتنظيم المثالي، والخدمات الصحية المقدمة لأكثر من مليوني شخص في موسم الحج.
هذا النجاح دليل كافٍ على مستوى التخطيط الدقيق والتنفيذ المتقن الذي بذلته المملكة، ممثلة في مختلف قطاعاتها الأمنية، والصحية، والخدمية. ويأتي امتدادًا لجهود متواصلة تهدف إلى ضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن، وتحقيق تجربة روحانية آمنة وميسّرة لهم، وفق أعلى المعايير العالمية.
ومنذ لحظة وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، مروراً بكل مراحل الحج لمس الجميع تكامل الخدمات وسلاسة الإجراءات، مدعومة بتقنيات حديثة، ومنظومات ذكية ساهمت في تنظيم الحشود، وتيسير التنقل بين المشاعر المقدسة، ومتابعة الأوضاع الصحية للحجاج على مدار الساعة. وقد كان للتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتطبيقات تتبع الحركة، دور بارز في تحسين الكفاءة، وتقليل الأخطاء، والاستجابة السريعة لأي طارئ.
وفي الجانب الصحي، أثبتت المنظومة الطبية السعودية جاهزيتها العالية، من خلال انتشار مراكز صحية متنقلة وثابتة في كافة المواقع، وتوفير كوادر طبية مدربة ومجهزة للتعامل مع كافة الحالات، إلى جانب خطط استباقية وقائية أسهمت في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة، مما جعل الموسم خالياً من أي أزمات صحية.
أما على الصعيد الإنساني، فقد ظهر الوجه المشرق للتطوع وروح العطاء من خلال آلاف المتطوعين الذين قدّموا خدماتهم بروح من الحب والمسؤولية. كما تميّزت حملات التوعية والإرشاد بلغات متعددة، مراعية تنوّع الحجاج الثقافي واللغوي، ما أسهم في تعزيز الفهم والالتزام بالتعليمات التنظيمية.
نجاح موسم الحج هذا العام لا يُقاس بالأرقام فحسب، بل بحجم الطمأنينة التي شعر بها ضيوف الرحمن في أداء المناسك، وبالانسيابية التي سارت بها الشعائر، وبالرسالة الحضارية التي قدمتها المملكة في إدارتها لأكبر تجمع بشري سنوي في العالم. وقد جسّد هذا النجاح صورة مشرقة من صور العناية بالحرمين الشريفين، وعمق الالتزام بخدمة ضيوف الرحمن، وجعل من موسم الحج نموذجاً عالمياً يُحتذى في إدارة الحشود، والسلامة، والضيافة. كما يعكس هذا الإنجاز الكبير الرؤية الطموحة نحو التحول الرقمي في الخدمات، والاعتماد على حلول مبتكرة تعزز الكفاءة والاستدامة.