ماجد قاروب
أعطت سورة النساء أهميةً خاصة للأسرة كوحدة أساسية في المجتمع، فهي الأساس الذي يبدأ منه الاستقرار الاجتماعي، وأي محاولة لزعزعة هذا الاستقرار تعتبر جريمة تؤدي إلى تفكك الأسرة ونشوء نزاع بين الإخوة في بعض الحالات عند توزيع الميراث، حيث تعتبر نزاعات الميراث من القضايا الشائعة والمعقدة التي تواجه الأفراد والعائلات، ولكن القرآن الكريم حسم هذا الأمر في آياته فبين الله تعالى كيفية قسمة الميراث بين الأبناء ثم شرع في بيان ميراث الأب والأم، وبين نصيب كل واحدٍ منهما، وذلك في قوله:(يوصِيكُمُ للَّهُ فِي أَولَادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ لأُنثَيَينِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوقَ اثنَتَينِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَت وَحِدَة فَلَهَا لنِّصفُ وَلِأَبَوَيهِ لِكُلِّ وَحِد مِّنهُمَا لسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَد فَإِن لَّم يَكُن لَّهُ وَلَد وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ لثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخوَة فَلِأُمِّهِ لسُّدُسُ مِن بَعدِ وَصِيَّة يُوصِي بِهَا أَو دَينٍ ءَابَاؤُكُم وَأَبنَاؤُكُم لَا تَدرُونَ أَيُّهُم أَقرَبُ لَكُم نَفعا فَرِيضَة مِّنَ للَّهِ إِنَّ للَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيما [النساء: 12]
ومقابل لذلك تناول نظام الأحوال الشخصية فى مواده من 211 إلى 215 الذى حدد فيها نصيب كل من الأب والأم والجد والجدة والبنت
بين الله تعالى ميراث الكلالة (...وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ). [سورة النساء12 وقال أيضاً في الآية الأخيرة من السورة: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة النساء 176
ومقابلاً لذلك نصوص المواد من 217 إلى 219 من نظام الأحوال الشخصية الذى بين توريث الأخت الشقيقة إن كانت واحدة (النصف) و(الثلثين) إن كانتا اثنتين، وميراثها أيضا مع الأخ الشقيق تعصيباً بشرط ألا يكون للميت فرع وارث، وتوريث الأخت لأب إذا كانت واحدة أو أكثر (السدس) في حالة وجود أخت شقيقة ترث النصف فرضاً ومع الأخ تعصيباً في حالة عدم وجود أخ شقيق للميت.
الغيرة والحقد والحسد أمراض نفسية واجتماعية تنعكس على سلوك الأبناء سواء كانوا أشقاء أو غير أشقاء مما يؤثر على سلوكهم وتصرفاتهم في إدارة الأموال وتعيين المناصب في الشركات وغيرها، وهناك أسباب كثيرة ومتعددة تؤدى إلى ذلك، بعضها من الآباء في بعض الأحيان أو أغلبها والقضاء هو الكفيل بمراجعة وتصحيح كل اعتداء.