د. عيسى محمد العميري
لطالما كانت المملكة العربية السعودية وعلى سنوات ماضية وعقود طويلة. واحة أمن وأمان خاصة لمواسم الحج فيها. فلقد كانت منارة للأمن وتوفير كل أسباب الراحة والاطمئنان للحجيج الوافدين إليها من شتى بقاع العالم. وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان. فجهود المملكة الجبارة على مدى الفترات الماضية كانت واضحة جلية بشهادة مؤدي هذا المنسك العظيم وأثره على حياة المسلم. فمروراً بجهود الراحل الإمام محمد بن سعود وانتهاءً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، التي ساهمت بتوفير الأمان للحجاج جراء المعاناة الرهيبة التي كان يعانيها الحجاج بسبب فقدان الأمن والأمان طوال رحلتهم للحج في الماضي والحاضر. فكانت بحق جهوداً يحق للمسلم في جميع بقاع العالم أن يفخر بوجودها وبأثرها الكبير على من كتب له نصيب أداء فريضة الحج بكل أريحية وسهولة وبساطة.
ومن جهة أخرى نجد أن التوسعات التي جرت خلال التاريخ الذي مضى التي أشرنا إليها كان لها عظيم الأثر في تسهيل وراحة الحجاج لأدائهم مناسكهم بكل سهولة، فكانت التوسعات والخدمات قياسية حيث شهدت أكبر توسعةٍ تاريخيةٍ للحرم المكي الشريف واستمرت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - وعلى نسق متسع لا حدود له.
الجدير ذكره في هذا الصدد أن موسم الحج لهذا العام هو موسمٌ استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، حيث كل الخدمات التي تقدم للحجاج كانت متكاملةً ومتطورةً وسريعةً في كل المجالات صحةً ومواصلاتٍ وخدماتٍ، شكلت فرقاً كبيراً في المشاعر المقدسة وفي مكة المكرمة.
ومن جانب آخر أيضاً نقول إن الطموح والتطلعات لأداء موسم حج أفضل من الحالي تبدو تطلعات وطموحات لا حدود لها لدى القيادة في المملكة، الأمر الذي يتقاطع مع مسيرة التنمية والنهوض بالمملكة لأعلى المراتب في تقديم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها لكل من يفد إليها، ما يعزز الانطباع المستقبلي لأفضل أداء في أكثر من صعيد.
من هنا ومن هذا المقام نقول كل التمنيات الطيبة بالتوفيق والسداد للقائمين على تسيير وتسهيل أمور الحج في المملكة، وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً لجميع لضيوف الرحمن وحجاج بيته الحرام. والله الموفق.
***
- كاتب كويتي