عبد الله سليمان الطليان
منذ خلق الله البشر على هذه الأرض وجد بينهم الاقتتال، والقتل فرديًا وجماعيًا ينشأ بسبب اختلافات دينية وسياسية واقتصادية وجغرافية، وكان استخدام القوة والسلاح هو الحل الذي تطور مع الزمن وأصبح أشد فتكًا وتدميرًا، حصد الكثير من البشر، ولعل البداية كانت مع الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وقنبلة هيروشيما ونكازاكي، فكانت الحصيلة إبادة ملايين من البشر، وما زالت هذه الإبادة راسخة في الذاكرة شاهدة على عمق المأساة الفظيعة بحق البشرية.
وعلى الرغم من ذلك نجد أن هناك من يفتخر بتلك المآسي ويعتبرها نوعًا من البطولة والشجاعة ويقيم لها الاحتفالات والمهرجانات بشكل دوري، على الرغم من أن هذا سوف يجعل من تلك الاحتفالات والمهرجانات بركانا خامدا يمكن أن يثور من جديد، ولعل أبسط مثال في ذلك المساحات الجغرافية والحدود بين الدول التي هي محل نزاع إلى الآن.
هناك بعض المؤرخين لهم آراء حول هذه الحروب والصراعات، فهناك من يقول إنها عبارة عن دروس وعظات، ونستثني منهم المؤرخ الإنجليزي ادوارد جيبون، صاحب كتاب (اضمحلال الامبراطورية الرومانية وسقوطها)، الذي انصب تركيزه على الحروب الرومانية ولم يشر إلى الفن والحضارة والبناء الروماني وغيرها.. ولا وصف للاقتصاد والعلوم والفلسفة والكتابة.
كان التاريخ من وجهة نظر جيبون مختلفا عن الكثير من المؤرخين، حيث كان ينظر للتاريخ بنظرة تشاؤمية، حيث وصف التاريخ بأنه ليس أكثر من تسجيل لجرائم البشرية وحماقاتها وكوارثها.
إن تلك الكوارث والحروب المؤرشفة في مجلدات ضخمة لم تلغ فكرة القتل والتدمير من العقلية البشرية، بل مازال البحث والتطوير مستمرين في أنواع الأسلحة التي تكون أشد فتكًا وتدميرًا إلى يومنا هذا.
فلماذا يستخدم الإنسان القوة والسلاح في حل النزاع وهو أرقى عن بقية المخلوقات في الفكر!!.