د. محمد بن عبدالله السلومي
اشتهرت (بلدة الشنانة) بالرس في منطقة القصيم بأحداثٍ تاريخية كبيرة، حيث مرَّ عليها وعلى أسرها وعوائلها المتعددة كثيرٌ من الأحداث وذلك عبر تاريخها الطويل، ويكاد يكون تاريخها منحصراً بمراحل تاريخية ثلاث، حيث فترة التأسيس للبلدة فيما قبل عام 1200هـ، ثم الفترة التاريخية الثانية ما بين عام 1200هـ وعام 1322هـ، وبعد ذلك كانت الفترة التاريخية الثالثة ما بعد موقعة الشنانة الشهيرة، والتي كان قطع معظم نخيلها وتدميرها عام 1322هـ على يد ابن رشيد، ومع أحداثها وحوادثها كانت نهاية قرى لبلدة الشنانة، ونشأةٍ أخرى من القرى.
ويُشكِّل التعليم العمود الفقري للحياة الدينية والثقافية والاجتماعية في الشنانة كما هو في غيرها، ويُعدُّ التعليم من التحديات الكبيرة في ذلك الزمن، ويُعتبر قيام الدولة السعودية الأولى وما تحقق بها من الأمن والاستقرار، مع ظهور الدعوة الإصلاحية وما فيها من العلم والتعليم، عاملاً أساسياً لوصول الأثر العلمي إلى هذه البلدة وقراها كغيرها، لاسيما أنها من توابع الرس وأطرافه؛ حيث تميزت بلدة الرس بحركة علمية، لا تقل عن مثيلاتها في بريدة وعنيزة من حواضر وبلدات القصيم، وقد استفادت الشنانة من هذه الحركة العلمية والدعوية، خاصةً في أواخر فترتها الأولى قبل عام 1200هـ وبعده.
وكان العلماء وتلامذتهم من المطوِّعين المتطوِّعين في عصورٍ مَضَت، مصدراً من مصادر العلم والمعرفة داخل مجتمعاتهم، بل إنهم مُسهمون في الأمن النفسي والاجتماعي بأدوارهم التطوعية غير المحدودة، فهم أهل الحل والعقد الخيري والتطوعي في معظم قضايا البلدات والقرى والأمصار، وهم رجال الإصلاح وإصلاح ذات البين، وهم من يَعقد أمور النكاح ويُثْبِت الطلاق، وهم من يُقوِّي روابط التعاون والتراحم بأدوارهم في تداول الزكاة وزكاة الفطر والصدقات والأعطيات، وهم من يكتب عقود البيع والشراء بين الناس، ومواثيق الأوقاف وتوثيقها.
وتُعدُّ قِيَم الدين محركاً لخيرية الاحتساب والتطوع، وقد وُجد التعليم التطوعي من هؤلاء المطوِّعة المتطوعين وأمثالهم، بالرغم من عدم الإمكانات، وبالرغم من الانشغال بتحصيل الرزق اليومي، كما وجد آنذاك ما يمكن تسميته بلغة العصـر برامج تطوعية تعاونية؛ حيث كان التكافل الاجتماعي والتعليم التطوعي من العلماء والمطوعين وأوقاف أهل اليُسر والعطاء، وقد أسهم هذا التعليم التطوعي وما يماثله في معظم نجد والحجاز وجنوب المملكة بتأسيس وانطلاق التعليم النظامي الحكومي فيما بعد، وقد يدخل هذا فيما يُسمى بلغة العصر مأسسة التطوع أو تـرسيم الاحتساب والتعليم، ومـدرسة (البـلَّاعية الخيرية التطوعية) بالشنانة أنموذج مصغر لما سبق.
النمو التعليمي وأبرز ملامحه في الشنانة:
تُعدُّ بلدة الشنانة في منطقة القصيم من المناطق ذات الإرث التاريخي والثقافي العريق، ومع ذلك، فمنطقة القصيم بشكل عام كانت مركزًا للحركة العلمية والثقافية في نجد، حيث اشتهرت بحلقات العلم والكتاتيب، وبرز فيها علماء وفقهاء أسهموا في نشر التعليم الشرعي وعلوم اللغة العربية، وتركوا أثراً ببصماتهم التعليمية التطوعية، كما يُعدُّ تراث التعليم في الشنانة من ملامح الحياة الثقافية والدينية في منطقة القصيم، حيث كانت البلدة مركزًا مُعتبراً للعلم والتعليم، خاصة في الفترة ما قبل التعليم النظامي.
ويتضح نمو التعليم في البلدة، سواءً في المسجد أو الكتاتيب، مع ظهور الحركة العلمية بالرس والتي يمكن أن تكون قد بدأت مع حياة الشيخ عبدالعزيز بن رشيد بن زامل العلمية والعملية (1160-1236هـ)، حيث يُعدُّ أول مرجعية علمية شرعية آنذاك بالرس، ومن بعده الشيخ صالح بن راشد الحربي (1180-1232هـ) ثم كان ثالث علماء الرس الشيخ القاضي قرناس بن عبدالرحمن بن قرناس (1190-1262هـ)، ومن المؤكد أن لهؤلاء وتلامذتهم أثراً علمياً على الرس وأطرافها، كما هي بلدة الشنانة.
ومن ملامح هذا التعليم أن (الكتاتيب) كانت منتشرة في الشنانة قبل ظهور المدارس النظامية كغيرها من البلدات؛ حيث يتولى المعلم تعليم الأطفال القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم ومبادئ الدين وتدريس الفقه والتفسير والحديث. وغالبًا ما تكون هذه الكتاتيب في المساجد، أو في بيوت المعلمين، ويتدارسون فيها في أحيانٍ كثيرة مُختلَفَ العلوم الشرعية واللغة العربية، مما كان له الأثر الفعَّال.
وقد كانت بلدة الشنانة من تلك القرى التي لا يوجد فيها في فترة زمنية معينة، سوى اثنين يقرأون ويكتبون، وهما أبو فلاح سليمان بن صالح الفلاح إمام جامع الشنانة الوسطى، وكان يعلم القرآن في المسجد الجامع، والآخر هو سليمان بن ناصر السلومي في جامع البلاعية وهو الإمام الأول للمسجد على مدى 24 عاماً، كما أنه مؤسس مدرسة (البلاعية الخيرية التطوعية)، وقد بنى المدرسة الخيرية في الشنانة (البلاعية) للتعليم فيما بين الأعوام (1343هـ- 1363هـ) تقريباً، وكان كل واحد من التلاميذ يقرأ على مستواه من حفظ القرآن، وكذلك القراءة والكتابة.
ومع تطور التعليم في المملكة ونموه، أُنشئت أولى المدارس النظامية الحكومية في الشنانة؛ حيث بدأ الناس في إرسال أبنائهم لتلقي التعليم الحديث، مع بقاء التعليم الديني كجزء أساسي من المنهج الدراسي.
أبرز رواد التعليم التطوعي بالشنانة:
إن هؤلاء الرواد أو الرموز كانت مدارسهم بالمسجد تارة، وبملاحق بيوتهم تارةً أخرى ممن علَّموا الأجيال القراءة والكتابة وقراءة القرآن وتجويده، وكانت لهم دروس في بعض العلوم الشرعية واللغة العربية وما يُماثلها من موضوعات التعليم، وهذا لا يعني بأن هؤلاء الرموز التعليمية وحدهم ممن أسهم في تعليم القراءة والكتابة وتعليم القرآن في الشنانة، فهناك مُعلِّمو الكتاتيب الصغيرة وبعض أئمة المساجد ممن قاموا بتعليم القرآن الكريم وتحفيظه بمساجدهم وبيوتهم كما فعل عبدالله بن سليمان السلومي من بعد والده.
وقد شهدت بلدة الشنانة في منطقة القصيم، بروز عدد من العلماء والمعلمين الذين أسهموا في نشر التعليم والعلوم الشرعية قَبَل التعليم الحكومي، وعن موضوع هؤلاء الرُوَّاد تم الاكتفاء هنا، بإيراد أبرز الأسماء دون الترجمات، ممن دوَّنت عنهم وزارة المعارف المعنية بالتعليم، من خلال الكتابة عنهم في (موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام)، وهي السجل المعني برجالات التعليم أو روَّاده ومؤسسيه بأنحاء البلاد، وهذا السجل أو التدوين في الغالب عن مَّا قبل مأسسة التعليم وترسيمه وانتشاره، وقد تم الاكتفاء فقط بهؤلاء الرواد، ممن وردت أسماؤهم في هذه الموسوعة عن رواد التعليم بالشنانة، وهم:
1 - رميح بن سليمان بن رميح (1257 1344-هـ):
هو من الرموز العلمية ممن اشتهر بدوره التعليمي، وكان له دور ظاهر في الشنانة ومنطقة القصيم عامة وبلداتها، ولهذا فهو من أعلام ورموز الشنانة والرس وبلدات أخرى في القصيم، وهو بما سبق عَلَمٌ من الأعلام البارزين في خدمة العلم والتعليم، والدعوة والإرشاد، والعطاء بكل أنواع البذل فيما كانت تحتاج إليه مجتمعات الأمس، وكان قد استمر في نشاطه التعليمي والدعوي في الشنانة حتى عام 1341هـ، وقد كَتَبَت عنه الموسوعة المعنية بتاريخ التعليم، بأنه من رواد التعليم في الرس والشنانة، وبعض الأماكن التي مارس فيها الدور التعليمي والدعوي آنذاك.
وفي الموسوعة ورد عنه: «من مواليد الرس، تلقى تعليمه في كتاتيب الرس، فحفظ القرآن الكريم، ثم شرع في طلب العلم، فرحل إلى الرياض وأخذ عن مشايخها، ثم عاد إلى الرس، وجلس لتعليم القرآن الكريم والأصول الثلاثة في المساجد، ثم صار يتنقل بين الرس والقرى المحيطة بها للدعوة والوعظ والإرشاد. وفي عام 1283هـ رحل إلى البكيرية ومارس نشاطه الدعوي والتعليم فيها حتى عام 1301هـ، حيث أخذ يتجول بين مدينتي الشنانة ورياض الخبراء، فعمل إماماً وخطيباً، ومارس التعليم خلال استقراره فيهما إلى عام 1339هـ، حيث رجع إلى البكيرية إماماً لأحد مساجدها، وقد تتلمذ عليه خلق كثير من طلبة العلم..». (الموسوعة، برقم (433)، ج4/ ص152).
2 - سليمان بن صالح بن سليمان الفلاح (1270-1356هـ):
يكنى أبو فلاح، ومارس دورًا مهمًا في نشر العلم والمعرفة في الشنانة، خاصةً في فترة كانت فيها القراءة والكتابة قليلة، وأسهم مع معلمي عصره مثل الشيخ رميح في تعزيز التعليم في البلدة.
وعن دوره التعليمي المبكر، كتبت عنه موسوعة التعليم بالمملكة بأنه من رواد التعليم في بلدته الشنانة والرس قبل التعليم النظامي الحكومي.
وفي الموسوعة ورد عنه: «من مواليد الشنانة، تلقى تعليمه صغيراً، فحفظ القرآن الكريم على مشايخ بلده، كما كان يَحضُر دروسهم، عمل بالتدريس ودرَّس القرآن الكريم في بيته، ثم في المسجد، واشتغل بالوعظ والإرشاد، وتولى إمامة وخَطَابة مسجد بلدته (الشنانة) أربعين عاماً». (الموسوعة، برقم (566)، ج4/ص198).
3 - عبدالله بن رميح بن سليمان الرميح (1264-1359هـ):
هو ابن لأبرز علماء الرس والشنانة، وكان لأبيه شهرةٌ كبيرة في التعليم وأعمال الخير والبر للغير، وهو من الرموز العلمية، وله دور تعليمي بارز في الشنانة ومنطقة القصيم عامةً وبعض بلداتها. ومن أعماله متعدية النفع، أنه كان يتنقل بين القرى والهجر للدعوة، ويُعلِّم أبناء تلك القرى ويتولى إمامة مساجدها، وكان قد تولى إمامة المسجد الجامع في الشنانة الوسطى، ثم في المطية عدة سنوات، ثم سكن بلدة المَلْقَى، ثم في الرسيس وجامع بلدة ضرية، وتعلم على يديه بعض طلاب العلم، ويُعد من المطوِّعة الذين نفع الله بهم وبعلمهم.
وفي الموسوعة ورد عنه: «من مواليد الرس، تلقى تعليمه على يد والده فحفظ القرآن الكريم، ودَرَسَ على بعض علماء ومشايخ عصره بالقصيم. عمل بالتدريس في كثير من المساجد التي يذهب إليها، اشتغل بإمامة مسجد الشنانة والوعظ والإرشاد» (الموسوعة، برقم (2696)، ج5/ ص196).
4 - سليمان بن ناصر السلومي (1308 - 1399هـ):
هو من الرموز العلمية البارزة في بلدته الشنانة، وله دور تعليمي فيها وبلدات أخرى كذلك، ويُعدُّ الكاتب الأول للشنانة في زمنه، وكان دوره التعليمي في الشنانة مشهوداً ومشهوراً من خلال مدرسته (الخيرية التطوعية) غير التقليدية بقرية البلاعية؛ حيث هي خارج المسجد ولم تقتصر على تعليم القرآن. وتُعدُّ أساساً علمياً للمدرسة الحكومية فيما بعد ذلك، وقد تم إدراج سليمان السلومي في الموسوعة التعليمية للمملكة العربية السعودية.
وفي الموسوعة ورد عنه: «تلقى تعليمه صغيراً في بلدة الشنانة، وحفظ القرآن الكريم، واستمر طالباً للعلم، ورحل للمدينة المنورة، ودَرَسَ بالحرم المدني، وعمل بالتدريس في عدد من المساجد، واشتغل بالإمامة والخطابة لجامع الشنانة، وجامع ضرية، وجامع مهد الذهب، كما اشتغل بالدعوة والوعظ، وعقد الأنكحة، ومارس التجارة» (الموسوعة، برقم (593)، ج4/ ص207).
من تلاميذ مدرسة الشنانة التطوعية:
بَنَى سليمان السلومي مدرسة طينية داخل بيت المسجد، وقد عُرفت هذه المدرسة الطينية بجمال تصميمها، وزخرفتها والعناية بها، وهذه المدرسة تُعدُّ الأولى أو الأبرز في مدارس التعليم خارج المساجد بالشنانة، مع العلم أن هناك جهوداً تعليمية للمطوع رميح الرميح عند جماعة الرثعان (بالمطية)، وكذلك جهود أبو فلاح سليمان الفلاح داخل الجامع الكبير بالشنانة القديمة (الشنانة الوسطى)، وكان إماماً لهذا المسجد كما سبق التعريف عنهما.
ومن أبرز تلاميذ مدرسة السلومي الخيرية التطوعية بالبلاعية، عبدالله (عبيد) بن خليفة الصالح الخليفة، والذي قال عن هذه المدرسة لكاتب هذه السطور: «تَعَلَّم أولاد السلومي في مدرسته الخيرية داخل بيته، وعلى رأسهم محمد وعبدالله وصالح، وابنه عبدالرحمن فيما بعد ذلك، وكذلك معظم أبناء القرية من الخليفة، ومعظمهم قد وافتهم المنية -رحمة الله عليهم-، ومنهم سليمان بن خليفة الصالح الخليفة، وأنا أخوه عبدالله (عبيد) بن خليفة الصالح الخليفة، وكان من التلاميذ أبناء علي (الحويس) وهم محمد العلي، وأخوه خليفة العلي (الحويس) الخليفة، وخليفة السليمان (الحويس) الخليفة، ومحمد العلي الصالح (الحيزي) من الخليفة، وأخوه صالح (صويلح) العلي الحيزي الخليفة ،وعبدالرحمن العلي الصالح (الحيزي) الخليفة، وخليفة الصالح (الحويس) الخليفة، ومحمد المنيع (الحويس) الخليفة الذي أصبح إماماً لمسجد البلاعية بعد خليفة بن منيع الخليفة، وكذلك كان من التلاميذ خليفة الصالح الخليفة الصالح الخليفة (الملقب الخطيِّب)، وصالح بن فوزان المحمد الزامل، وعبدالله (عبيّد) ومحمد أبناء صالح العلي (الحيزي) الخليفة، وكان من الذين تعلموا ودرسوا القرآن وحفظوه أبناء صالح السليمان الفهد وهم ثلاثة ماتوا بالجدري، وهؤلاء الثلاثة إخوة لسليمان بن صالح الفهد الذي دَرَسَ وتعلم القرآن على يد المطوع عبدالله السلومي في مسجد (الجديدة)، ومن الذين تعلموا ودرسوا القرآن وحفظوه في مدرسة البلاعية محمد الواصل، وأصله عوفي من عوفان الشنانة، وغيرهم كثير من بعض عائلة الخليفة مثل أولاد الرداحي محمد (محيميد) وصالح الرداحي وهما أبناء عبدالله الرداحي، وكانت فترة دراستهم أقل من غيرهم، وكذلك ابنه منيع بن عبدالله الرداحي الخليفة، كما تعلَّم في هذه المدرسة طلاب علم من خارج القصيم مثل المسمى تريحيب، وهو عبدالرحمن بن عبدالعزيز المعروف (بالبيز)، ويرجعون إلى قبيلة بني زيد، وكان والده قد أحضره إلى بلدة مسكة ثم رحل مع سليمان السلومي فيما بعد ذلك إلى الشنانة، والغرض من ذلك طلب العلم، وبقي حوالي خمس سنوات أخرى يتعلم على يديه في هذه المدرسة وأجاد القرآن، وكان سليمان السلومي يُعلِّم الجميع القراءة والكتابة»، وكان من هؤلاء التلاميذ عبدالله بن محمد بن صالح (الحسحوس) الخليفة كما ذكر ذلك خليفة العلي الحويس الخليفة».
ويصف صالح بن سليمان السلومي بعض وسائل التعليم في المدرسة: «أن من التدريب ما كان على (القاعدة البغدادية)، كما تعلم جميع الطلاب في هذه المدرسة قراءة القرآن، وفي الغالب أن أوقات التعليم قبل الظهر وبعده؛ حيث تتوقف أعمال وسقيا المزارع والحيطان، وكانت هذه المدرسة حجر أساس لفتح المدرسة الحكومية في البلاعية (مدرسة الشنانة) بعد ذلك».
ولهذا كانت هذه المدرسة الخيرية التطوعية نواةً للمدرسة النظامية الحكومية (مدرسة الشنانة الابتدائية- بنين) والتي تأسست بالشنانة عام 1371هـ، وصحبها في بعض السنوات فصول معالجة الأمية المسائية.
والخلاصة أن هذا النوع من التعليم في عموم البلاد، لم يتم رصده تاريخياً بصورة كافية، وعن هذا كَتَبَ أحد رموز التعليم، وهو المدير الأول للمدرسة السعودية الأولى بالرس، الأستاذ عبدالله العرفج، ومما قال: «هناك مدارس لم أسمع من كَتَبَ أو قال عنها شيئاً، وهي ذات أثر كبير وإيجابي في بث العلوم الشرعية والعربية، ونجح فيها رجال لا يمكن حصرهم في مختلف الجهات» (قبلان القبلان).
ولعل هذا يطرح التساؤل المنطقي: هل يمكن أن يتم تكريم هؤلاء الرواد في الشنانة من قِبَل القطاع الخيري أو القطاع التعليمي، بتبني تسمية بعض الشوارع، أو المدارس وقاعاتها وفصولها أو بتسمية بعض الصالات التعريفية بمرقب الشنانة، كما هو الواجب كذلك تجاه شهداء المقاومة من البلدة، وذلك ممن عُرفت أسماؤهم.
رحم الله المُعلِّمين المتطوِّعين والمُتعلِّمين، وجميع من تركوا بصمات الخير في أوطانهم.
** **
- باحث في التاريخ ودراسات العمل الخيري والقطاع الثالث