خالد سليمان العطاالله
خمسون عاماً عاشها في الإعلام، خمسة عقود من الزمن ممسكاً بقلمه، يدون ويكتب، يُحرر ويتقصى، يطالب ويحاور، دارت الأيام كسرعة البرق، بل مرت السنوات كلمح البصر.
الأستاذ الفاضل القدير حمد بن فهد العنقري، مدير مكتب صحيفة الجزيرة بمحافظة الزلفي، بدأ حياته المهنية مراسلاً وهو بالمرحلة الابتدائية في أواخر السبعينيات الهجرية، وفي عام 1392 هـ تم اعتماده مندوباً وممثلاً لصحيفة الجزيرة بالزلفي، وفي عام 1400 تم افتتاح مكتب خاص للصحيفة بالمحافظة وتولى إدارته لفترة 39 عاماً، وقد عمل معه كمحرري أخبار عدد من الأسماء في فترات متفرقة، أشرف أستاذنا على عدد من الملاحق الصحفية منها ملحق زيارة الملك خالد (1401هـ)، وملاحق زيارة عدد من الأمراء والوزراء للمحافظة، والملاحق الوطنية، وتدشين المشاريع، وملاحق الجوائز السنوية، كما أشرف على رعاية عدد من المناسبات إعلامياً، وتغطيتها حصرياً، فقد جعل للجزيرة شعبية واسعة في المحافظة لعقود من الزمن بتعامله الحسن، ورحابة صدره، وحرصه على تغطية جميع ما يخص المحافظة من أخبار ومناسبات وزواجات، وتعاونه الكبير مع جميع القطاعات.
مسيرة حافلة بالإنجازات العديدة، والصفحات المشرقة، والإخلاص في العمل.
كنت (شخصياً) أسمع وأستمتع في الوقت نفسه عن سيرته العطرة، ورحلته الشيقة، وتميزه المنفرد، تميز بصيته الجيد، فحاز محبة الناس، وهذا هو المكسب الحقيقي في هذه الحياة.
قبل سنوات عندما بدأت العمل بالجزيرة لمست ذلك، أعطاني كامل الصلاحيات، كان يوجه ولا يأمر، يبدي رأيه ولا يفرض، نبل أخلاقه تترجمها أفعاله، لمست فيه حرصه الشديد على محافظته، كان همه ظهور اسم (الزلفي) في كل صفحة، فكان من حرصه أنه لا يتوانى عن إرسال جميع أخبار الدوائر الحكومية بلا استثناء، يتابع الخبر حتى نزوله، حتى أصبحت الجزيرة (بفضل الله) متميزة جداً بتغطية أخبار المحافظة، وذلك حسب التقارير الرسمية التي تصدرها العلاقات العامة بتلك الدوائر.
في لحظات تكريم الصحيفة يتوارى عن الظهور ويوكل المهمة لمحرري المكتب تواضعاً، وحباً بتكريم زملائه، كنت أسمع ولا زلت أسمع صدى سمعته الجيدة بين الأهالي والمسؤولين ورجال الأعمال، زرع التعامل الجيد وحصد المحبة، فهذا هو المكسب الحقيقي، والهدف المنشود لكل شخص في الحياة.
استفدت منه الكثير، وجعلت توجيهاته المستمرة نوراً استنير منه، وأستعين به (بعد الله) في حياتي الإعلامية، جعلني (تكرماً منه) كأنني أحد أبنائه يخبرني بأموره الخاصة، ويطلعني على مستجداته، ويجعلني أشاركه أفراحه.
أبو فهد مسيرة حافلة، وسنوات محفوفة بالنجاح، وعقود من الزمن لا تحصيها الحروف، ولا توفي حقها الكلمات، بل تقف عاجزة، وتعتذر بلطف، فالقامة كبيرة، والجُمل مهما كبرت تبقى صغيرة.
وفقك الله أبا فهد، ومتعك بالصحة والعافية، وجعل ما تبقى من حياتك أفراح ومسرات، وسعادة لا يضاهيها شيء.. إنه سميع مجيب.