عبدالله سعد الغانم
في هذا الوطن الغالي ومع نهاية كل عامٍ دراسي تقوم جامعات الوطن وكلياته ومعاهده ومدارسه ببادرةٍ وفائيةٍ لطلابها من بنين وبنات، بحفلٍ تكريمي تودعهم فيه ويُشرِّف مثل هذه الاحتفالات الرائعة بعضٌ من قيادات الوطن الحبيب من أمراء ووزراء ومسئولين، وكم لهذه الاحتفالات من أثرٍ بالغٍ في نفوس المكرمين من طلابٍ وطالبات، ستبقى محفورةً في ذاكرتهم مدى الدهر وإننا لنحمد الله تعالى على ما منَّ به علينا من نعمة الأمن والرخاء والقيادة الراشدة التي تدعم كل ما من شأنه رفعة الوطن وخدمة أبنائه وإسعادهم، وقد كان لطلابنا في مدرسة ثانوية تمير نصيبٌ من هذا التكريم؛ حيث أقامت المدرسة حفلاً تكريميًا وداعيًا لطلابها الخريجين في الصف الثالث الثانوي تألقت من خلاله البسمات على وجوه أبنائنا وملأت السعادة قلوبهم وجاءوا في أبهى حُلَّةٍ بزي سعودي أنيق ثوب ومشلح وشماغ وعقال وسعدتُ بمشاركتهم الفرحة في هذا الحفل بهذه القصيدة الوفائية والوداعية لهم:
إلى الأمجادِ قد سار الرجالُ
وفيهم طاب من شعري مقالُ
قضوا عامينِ بعد العِقْدِ نهلاً
من العلمِ السنيِّ هو الجمالُ
هو الزادُ المباركُ في حياةٍ
به عزٌّ به تحلو الخصالُ
أنار العلمُ عقلاً زاد فضلٌ
لأهلِ العلمِ وابتسمْ الجلالُ
أيا أحبابَنا مني سلامٌ
عليكم أنتمُ فينا رجالُ
نهنئكم بأنْ نلتم مفازًا
تخرَّجتم لكم طاب المنالُ
عسى التوفيقُ يصحبُكم دوامًا
وتُرضيكم عطاءاتٌ جِزالُ
عسى الرحمنُ يحفظكم ويُعلي
لكم شأنًا لكم خيرٌ يُكالُ
ثلاثًا من سني العمر عِشْتُم
بهذا الصرحِ طيِّبها الوِصالُ
تبادلنا المشاعرَ سامياتٍ
وزان إخاؤنا غاب اعتلالُ
نجاهدُ بعضَنا في العلمِ حُبَّاً
وتألقُ من ذوي العقلِ الخصالُ
تجاوبُكم جميلٌ راق حِرْصٌ
من الأحباب أسعدنا امتثالُ
نودِّعكم بكلِّ الحبِّ تبقى
لكم ذكرى يُسطِّرها الخيالُ
ألا فلتصفحوا إنْ كان خِطءٌ
فإنَّ الأجرَ في عفوٍ يُنالُ
سيعفو عنكمُ أربابُ علمٍ
عن التقصيرِ أو لفظٍ يُقالُ
ونوصيكم بتقوى اللهِ دومًا
ففيها يا شبابُ لكم نوالُ
وكونوا للبلادِ الذُّخْرَ صحبي
فأنتم في الوفا نِعمَ المثالُ
على الخُلُقِ الجميلِ الدهرَ فابقوا
رفيقُكُمُ بذي الدنيا اعتدالُ
لمدرستي الحبيبةِ فاح شكري
على التكريمِ قد حسُنت فِعالُ
هو الإحساسُ من قلبي أتاكم
ولفظي فيكمُ سِحرٌ حلالُ
***
تمير- سدير