فضل بن سعد البوعينين
كثيرة هي قصص النجاح السعودية، غير أن نجاح موسم الحج، شكل القصة التي استحوذت على اهتمام الجميع، لتميزها وشموليتها وتداخل أطرافها، ثم لارتباطها بعموم المسلمين في جميع دول العالم.
نجاح موسم الحج، أمنيا، وصحيا، وخدميا يعني تمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بيسر وطمأنينة، وتقديم أرقى أنواع الخدمات وأكملها، وهي غاية المملكة التي جعلت خدمة ضيوف الرحمن وخدمة الحرمين الشريفين والعناية بهما في مقدمة اهتمامها.
ساهمت جهود المملكة الاستباقية، واستعدادها المبكر وتنفيذها أعلى معدلات التحوط الصحي، والجاهزية الأمنية، والخدمية، إضافة إلى جهودها المتميزة والمستدامة في توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير المشاعر، وتوفير الخدمات الشاملة لضيوف الرحمن، والاعتناء بهم، في إنجاح موسم الحج، وتجنيب الحجاج المشقة، والمخاطر الأمنية والصحية، وتحسين تجربة الحج.
سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، قال في حفل الاستقبال السنوي « إن ما شهدناه اليوم من نجاح متواصل في خدمة ضيوف الرحمن يأتي نتيجة لجهود دولتنا المباركة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها».
نجاح متواصل في تنظيم موسم الحج، وخبرات متراكمة عززت الفاعلية وحققت الكفاءة، ومشروعات نوعية متواصلة تجاوزت تكلفتها 200 مليار ريال لتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ورفع الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف ومنشأة الجمرات، والمشاعر ورفع كفاءة الطرق الرابطة، وتعزيز شبكة القطارات، والخدمات اللوجستية.
ساهمت جهود المملكة، واستعداداتها المبكرة واتباعها أعلى معدلات التحوط الصحي، والجاهزية الأمنية، إضافة إلى جهودها المتميزة والمستدامة في توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير المشاعر، وتوفير الخدمات الشاملة لضيوف الرحمن، والاعتناء بهم، في إنجاح موسم الحج.
ومن الخدمات الرئيسة التي عززت الكفاءة، زيادة السعة الكهربائية بنسبة 95% وبتكاليف إجمالية تجاوزت ثلاثة مليارات ريال، وضخ ما يقرب من 7 ملايين متر مكعب في مكة والمشاعر، وزيادة السعة السريرية بآكثر من 60% في المشاعر المقدسة، وإعتماد الرقمنة والتطبيقات الذكية كقاعدة لمنظومة الحج. حجم كبير من الخدمات النوعية المقدمة، عكست الجهود ألمتواصلة للحكومة، وحجم الإستثمارات المالية التي ضخت من أجل تقديم آعلى الخدمات وأجودها لضيوف الرحمن. تميز موسم الحج بتطبيق تقنيات متطورة لحج ذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي. تحولا نوعيا في آليات التنظيم والرقابة والتوجيه من خلال التحول الرقمي واستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي لتوفير معلومات دقيقة عن حركة الحجاج وبما يحد من المخاطر المحتملة ويعزز القدرة على إدارة الحشود بفاعلية.
الشراكة المثمرة والتكامل بين وزارة الداخلية و «سدايا» أسهمت في تطوير منظومة رقمية ذكية معززة للرقابة الأمنية والتعرف على الحشود وإدارتها وتحليل البيانات من خلال الذكاء الإصطناعي للتنبؤ والإستجابة للأحداث.
أصبحت التقنية ركيزة رئيسة في التنظيم والإدارة والرقابة والتوجيه وتحليل البيانات لرسم صورة حالية ومستقبلية لحركة الحجاج والتنبؤ بالأحداث وإجراء التحسينات المطلوبة لتطوير منظومة الحج، وإدارة الحشود. البوابات الذكية، الرصد اللحظي، البحث الذكي، تحليل البيانات، والمنصة الرقمية الخاصة ببيانات الحج من الأدوات الرقمية التي أثبتت كفاءتها وجودة مخرجاتها ومساهمتها الفاعلة في تحقيق النجاح. شكل التكامل الحكومي قاعدة من قواعد النجاح الرئيسة، تكامل في أداء القطاعات الحكومية، الأمنية والمدنية، وإنسيابية في العمل وتكامل في الخدمات، يعززها روح الفريق الواحد، وتقدم بكل يسر وسهولة من جهات حكومية مختلفة، ومنها الأمنية، السيبرانية، الصحية، الإعلامية، والخدمات اللوجستية. تناغم يخفي خلفه جهود قيادة عليا تمارس العمل والإشراف الميداني لحظة بلحظة. كان لافتا زيارات أصحاب السمو والمعالي الوزراء الميدانية، وتشاورهم في مواقع العمل، واختلاطهم بالحجاج لتلمس احتياجاتهم، والتعرف على ردود الأفعال بهدف تحسين الخدمات وتطويرها ومعالجة التحديات الطارئة، ما يؤكد العمل الجماعي بروح الفريق الواحد.
إدارة الحشود، من مقومات النجاح، وهو ما تميزت به المملكة خلال سنوات من الخبرات المتراكمة، في إدارة مواسم الحج والعمرة ومعالجة التحديات، ووضع البرامج والخطط المناسبة لضمان سلامة الحجاج وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وطمأنينة وأمان. كان للتقنية دور مهم في إدارة الحشود، ومنها استخدام الأنظمة الذكية في إدارة الحشود، والتطبيقات الإلكترونية لخدمة الحجاج، التي أسهمت في تحسين الخدمات، وتعزيز كفاءة التنظيم، والرقابة الأمنية، وتسهيل عمليات الإشراف والمتابعة والإدارة الشاملة.
كان للجهات الأمنية، ورجال الأمن، الدور الأهم في تحقيق أمن وسلامة الحجاج والمصلين، وتوجيههم، وضمان إنسيابية الحركة، وتوفير الأمن والسلامة لهم. منظومة أمنية متكاملة وشاملة، عملت بجد وإخلاص لتحقيق أمن ضيوف الرحمن، وتسهيل أدائهم النسك، والمساهمة الفاعلة في تحقيق النجاح الإستثنائي.
جهود حكومية مشتركة، ومتكاملة، واهتمام ومتابعة دقيقة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وإدارة أمنية محترفة أرست قواعد العمل المتقن في الحرمين الشريفين، ما أسهم في تحقيق النجاحات المتتالية، وضمان أمن وسلامة الحجاج. جهود مباركة، تتكرر في كل عام، وفق رؤية إستراتيجية وبرامج نوعية، وإنفاق مالي سخي لتحقيق الجاهزية للموسم الحالي، وموسم العام القادم، والتيسير على ضيوف الرحمن وتقديم الخدمات الشاملة لهم وتحقيق آمنهم وسلامتهم وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وطمأنينة.