هويدا المرشود
لم تكن الخسارة من أستراليا مفاجأة.
المفاجأة أننا لم نُفاجأ.
خسرنا 2-1، لكن الحقيقة؟
الهزيمة بدأت قبل المباراة،
لحظة قرر الفريق أنه سيسجّل، ثم يتراجع للظل.
سجلنا هدفًا مبكرًا، وبدل أن يشعلنا،
أطفأنا كل شيء.
لا أفكار. لا ضغط. لا خطة.
وكأن الفريق جاء ليؤدي واجبًا… لا ليفوز.
المدرب ظل جالسًا.
يشاهد المباراة كما نشاهدها نحن… بلا تدخل، بلا حماس، بلا محاولة إنقاذ.
لكن هل الخطأ فقط في المدرب؟
لا.
وين الإدارة؟
المشكلة الحقيقية جالسة خلف المكاتب.
الإدارة هي أول من يُسأل، لأنها آخر من يتحمّل.
من أول التصفيات، والمنتخب يعيش تخبطًا إداريًا:
- معسكرات تُرتب بلا هدف،
- اختيارات لاعبين لا تقنع أحدًا،
- بيانات رسمية تُقال وكأنها إنشاء مدرسي،
- وقرارات تُؤخذ بلا تقييم حقيقي.
هل نحن نخطط للوصول إلى كأس العالم، أم ننتظر الحظ؟
هل نبحث عن هوية كروية، أم نغطي الإخفاق بتصريحات مطاطية؟
الجمهور يرى.
الجمهور يفهم.
والجمهور فقد ثقته ليس في النتائج، بل فيمن يقود المشهد.
حتى اللاعبون؟
في الملعب، الروح كانت غائبة.
لا حماس، لا ردة فعل، لا رغبة في الدفاع عن الشعار.
هذا ليس جيلًا سيئًا.
لكن الفريق الذي لا يُطالب… لا يُقاتل.
والمشكلة ليست في الأسماء، بل في الإعداد.
في الاستراتيجية.
في أن هذا المنتخب، لا يعرف اليوم «من هو».
حتى الجمهور؟
المدرجات الفارغة رسالة.
ليست سلبية، بل صادقة.
الانتماء لا يُشترى،
ولا يُفرض.
الجمهور يطلب منتخبًا يشعر أنه يخصّه… لا منتخبًا يبتعد كل مرة يخسر، ويعود كلما احتاج دعمًا.
والنتيجة؟
تُختصر في جملة واحدة:
لم يكن هناك أحد.
لا فكرة.
لا روح.
لا إدارة حقيقية.
ولا مشروع يُقنعنا بأن القادم أفضل.