سهوب بغدادي
حمدًا لله على التمام وبلوغ المقاصد، إنّ حج هذا العام ككل عام ناجح وجميل بفضل الله ثم لما توليه القيادة الرشيدة - أيدها الله - من عناية حثيثة وسعي متواصل للارتقاء بفريضة الحج وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن كل عام، لطالما سمعت عن تلك الإنجازات المحققة من خلال وسائل الإعلام والمنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنني لمست ذلك التميز هذا العام شخصيًا خلال أدائي مناسك الحج - ولله الحمد -، فلقد شهدت تكاتف عدد كبير جدًا من الجهات الحكومية والخاصة بهدف إنجاح هذا الحدث المتجدد بشكل سنوي، من الصحة وما يتبعها من جهات وصولًا إلى الوزارات الأخرى كوزارة الرياضة والجامعات وفرق الكشافة والقطاعات الأمنية، فالشكر الجزيل لهم على ما قدموه من رعاية وحماية وإرشاد.
إنّ رحلة الحج ليست بالسهلة لما فيها من التنقل المستمر واختلاف الروتين اليومي للشخص، وغيرها من الأمور المتداخلة في الشعيرة المهمة، إلا أنّ وجود كل تلك الجهات المذكورة آنفًا علاوةً على التنظيم العظيم والاحترافي جعل من تلك التجربة سلسة، لا أخفيكم، أنّ أكثر مخاوفي شدة هي الضياع، باعتبار أنني أتوه دائمًا، بالتأكيد تهت للحظات في أكثر من موقع ووجدت من يرشدني أو يقودني إلى المكان الصحيح، ولم أشعر بالخوف بتاتًا وإن كنت أسير على الأقدام ليلًا.
إن تجربة الحج هذا العام كانت ممتعة وذلك ما وجدته من أغلبية من صادفت من ثناء ورضا عن الحدث وما فيه بشكل عام، فلقد تواءم رقي الخدمات المقدمة مع الرفقة الطيبة الصالحة، لأخرج بأفضل ذكرى، فالحمد لله على هذا التميز، ونتطلع إلى المزيد من التطور الملموس عن طريق تسخير أحدث التقنيات والوسائل التي توظفها الجهات المعنية والمتداخلة في عملية نجاح الحج عامًا تلو الآخر.