سعاد محمد بن حسن
أعلمه الرماية كل يومٍ
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافيةً هجاني
طالما كان سقف البيت العالي مدعاة للمباهاة، ودليل الثراء في أكثر المجتمعات، وحين ترفع رأسك وتتأمل تلك الفخامة تغبط أهل البيت على هذا الجمال وروعة البناء، ولكن إذا استمررت رافعاً رأسك شعرت بالألم والالتواء، وقد يشتد بك البلاء وأهل البيت ما شعروا بك ولا بألمك ولا عملوا لك حسابا وما شعر بهذا الألم إلا أنت.
رفقاً بنفسك، ولا تغرك المظاهر، ولا أحد يستحق أن تتحمل الألم بسببه، فكم من بيوتٍ آيلةٍ للسقوط، وعليك أن تخرج حتى تحمي نفسك منها، وحين تصاب بالألم قد لا تجد من يدفع فاتورة علاجك.
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، والبعير عندما حمل القشة التي قصمت ظهره ما كانت ثقيلة ولا البعير ضعيف ولكنها كانت قشة سامة ولو كان البعير يعي ذلك لما فرح بهذه الحمولة الخفيفة، وهذه القشة قد تكون أقرب إليك مما تتصور، فلا ترفع سقف التوقعات حتى لو كان البيت بيتك والبعير بعيرك، فكم من قصة كنا أبطالها والبقية أدوار ثانوية وبعد النجاح والاستغناء صاروا أبطالاً وصرت الدور الثالث والرابع، رفقا بأرواحنا وقلوبنا فما عدنا قادرين على إصلاح ما انكسر لأنه وإن يبدو جميلاً بعد الإصلاح إلا أنه ضعيف ُمن الداخل، وقد لا يتحمل قطرة ماء.
أشكالنا قوية وقلوبنا ضعيفة فإذا انكسر قلبك فما عاد لقوة شكلك قيمة، كن قويا ولا تسمح لتداعيات الزمن وأتفاه البشر أن يدخلوا قلبك إلا من يزيده بهجةً وسنداً وقوة، فأنت من يملك المفتاح، أغلق في وجه من لا يستحق الدخول ورحب بمن يزيد حياتك السرور، ولكن لا ترفع سقف التوقعات عالياَ حتى لو كان البيت بيتك لأنه في يوم من الأيام سوف يقال كان لهذا البيت عموداَ يسنده وسقفاً يرفعه ثم يتولى كل إلى غايته، وقد يسدلون عليك أستار النسيان ويقال عنك كان ياما كان، فكن أنت سيد الموقف، وصاحب القرار وابني لنفسك مكاناً لائقاً لمن يستحق فيه البقاء، واجعله عامراً بالود والوفاء، واجعل سقفه عالياً لك أنت وليس لأشباه الأوفياء.